Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 4-4)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ } ما أَهلكنا قرية من القرى أَردنا إِهلاكها والمراد القوم ، عبر عنهم بقرية مجازا لحلولهم أَو حقيقة أَو بتقدير مضاف ، أَى قوم قرية ، أَو أَهل قرية ، وهذا بيان لوجه تأْخير العذاب فى قوله : فسوف يعلمون بأَن تأْخيره ليس إِهمالا بل ليبلغوا أَجله كما قال : { إِلاَّ وَلَهَا كِتابٌ } أَجل مؤقت مكتوب فى اللوح المحفوظ يهلكون فيه { مَعْلُومٌ } بالحد ، الجملة قيل نعت لقرية مقرون بالواو لتأْكيد اللصوق بالمنعوت لشبهه بالحال الذى يقرن بالواو المؤكدة للصوقه بصاحبه ، ولم يتغير المعنى بالواو وهو ضعيف ؛ لأَن أَصل الحال المقيس عليه أَن لا يقرن بها لأَنه كخبر المبتدإِ ، والخبر لا يقرن بها إِلا فى العطف عليه ، وأَيضاً لا يعهد معنى اللصوق للواو ولم تكن فى قوله : { إلا لها منذرون } [ الشعراء : 208 ] لأَن الوصف فيه لازم عادى جرت عليه سنة الله ، أَن لا إِهلاك إِلا بعد الإِنذار ، وفى آية السورة لازم عقلى أَن أُمور الحكيم لأَوقاتها ، الأَصل أَيضاً أَلا يفصل النعت بإِلا ، وجعل الجملة نعت البدل محذوف هكذا إلا قرية لها كتاب لا يرفع الإِشكال لوجود الواو فالأَولى أَن الواو للحال ، والجملة حال من النكرة لوجود النفى المفيد للعموم .