Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 101-101)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ } بنسخ حكم الأولى أو لفظها أو حكمها ولفظها . { وَاللهُ أعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } مقتضى الظاهر ، ونحن نعلم بما نزل ، ولم يعبر بذلك لتفخيم الأمر بلفظ الجلالة والجملة معترضة أولى من أن تكون حالا ، إلا أن التحقيق عندى أن المعترضة المقرونة بالواو معطوفة على الجملة التى هى فى وسطها ولو كان المعطوف لا يتقدم على المعطوف عليه ، إذ لو جعلنا الواو اعتراضية لكانت كحرف الهجاء لا معنى لها ، وكذا إذا قلدتم فى واو الاستئناف ، وجعل الواو اعتراضية أو استئنافية خطأ ، بل تجعل الواو عاطفة أو حالية ، وساغ عطف الجملة المعترضة على الجملة التى هى فى داخلها قبل تمامها ، مثل : إن قام ويقعدا أخواى يقعدا على أخواى قبل تمامه ، ولا يصح ما قيل أن المعطوف عليه ، قام وحده ، إذ لا تعطف الجملة على فعل وحده . { قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ } يا محمد { مُفْتَرٍ } كاذب على الله ، إِذ لو كان القرآن من الله لم يأمرك بترك شئ بعد الأمر به ، أو بفعل شئ بعد النهى عنه . { بَلْ أَكْثرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ليسوا من أهل العلم أو لا يعلمون حكمة النسخ وهى أن يعملوا بشئ إنى وقت معلوم عنده ، فيأمرهم بخلافه فى ذلك لصلاحه ، كما يأمرون عبيدهم ومَنْ تحت أيديهم ، وعندهم أنه إذا كان كذا أمروهم بخلافه ، إلا أنهم يجهلون ، والله لا يجهل ، ولهم بداوة ، والله لا بداوة له ، وللطيب الماهر يأمر أحداً بشئ ، ثم ينهاه عنه ، ويأمره بضده وكذلك أمر الديانة طب لأهلها . فخلف باختلاف الأسباب لأوقاتها ، ولما شاء الله من الحكم ، قال ابن عباس رضى الله عنهما : كان المشركون إذا نزلت آية فيها شدة ، ثم نزلت آية أخرى تنسخها إِلى أخف منها تخفيفًا عليهم ، أو إلى غير أخف لمصلحة قالوا : إن محمداً يسخر بأصحابه ، يأمرهم اليوم بأمر ، وينهاهم عنه غداً ، إنما هو مفتر يتقوَّله من تلقاء نفسه ، فأنزل الله عز وجل : { وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون } .