Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 108-108)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ } مبتدأ أو خبر وإشارة البعد فيه وفى ذلك للتحقير والإهانة أو للتعظيم فى ذلك ، أى ذلك المذكور العظيم للهول فى الشر ، كما يتعين إذا جعلنا الإشارة إِلى غضب الله ، أو إلى غضبه ، والعذاب والكفر ، فإن غضبه تعالى صفة ذاتية ، وفعلا مستعملا بمعنى الانتقام ، لا يحتقر ولا يهان . { طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } لا يصل الوعظ قلوبهم ، ولا يسمعون سماع تدبر ، ولا يبصرون بأعينهم فى خلق الله إبصار اعتبار . { وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } الكاملون فى الغفلة إِذ لا غفلة أعظم من الغفلة عن تدبر العواقب ، والنظر فى المصالح وعن ابن عباس : غافلون عما يراد بهم فى الآخرة ، وأعاد ذكر أولئك تنبيهًا على أن صفاتهم تقتضى الطمع ، وتقتضى كمال الغفلة ، وعطف لأن مفهوم الغفلة غير مفهوم الطبع ، وبدأ بالطبع لأنه السابق وهو خذلان وفعل من الله ، والغفلة ثانية ، وفعل منهم إذ غفلوا هما خوطبوا به ، وعما أريد بهم من التدبر فيه ، وأصلها حب الدنيا .