Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 114-114)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَكُلُوا } خطاب للمؤمنين . { مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلاَلاً طَيِّبًا } من البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى والغنائم ، ولم تحل لمن قبلكم ، وكل ما لم تحرمه فهو على أصله من الحل لكم ، ولا تحرموا على أنفسكم ما يلذ من الطعام ، ووصف الحلال بالطيب ، تلويح بأن مرجع الطيب الحلال ، فكل حلال طيب ولو غير مستلذ ، وذلك كالصفة الكاشفة ، وظاهر اللفظ أن مما رزقه الله حرامًا خبيثًا ، وليس ذلك مراداً هنا ، ولم يصح فى نفس الأمر لأنه لا يأمرنا بأكل غير الحلال ، إلا أنه قد يكون فى بلد الإنسان حرام لم يعلم أنه حرام ، ولا يدرك بالعلم أنه حرام فيحل له ، وقد أمره الله بأكله إذ ساقه إلى يده ، ولم يعلمه بأنه حرام ، ولا يدرك بالعلم أنه حرام . قال ابن عباس : فكلوا يا معشر المؤمنين مما رزقكم الله يريد للغنائم حلالا طيبًا لكم ، لم تحل لأحد قبلكم ، والفاء تفريع ، قد كفر الكفار بالنعم ، فكلوها أنتم شاكرين كما قال : { وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ } عليكم { إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } وقيل : الخطاب فى ذلك للمشركين ، أى كلوا مما سرد إليكم رسولى بعد المنع ، واشكروا نعمة الله ، ولا تكفروها ، وإن كنتم تعبدون غير الله معه فلستم بشاكريها ، فإن عبادة غير الله معه كفر لها ، لأن غيره لم يرزقكم بعبادته حرام ولو ادعيتم أنها عبادة لله لكذبتم ، ليست عبادة له تعالى ولا شفاعة منها لكم ، والشرطية تأكيد لما سبق ، فإما إِن تحمل العبادة على الطاعة لتطلق قوله كلوا ، أو تجرى على حقيقتها على زعمهم الكاذب إِن آلهتهم شفعاؤهم عند الله ، فعبادتها ظاهرًا عبادته فى الحقيقة ، لأنه المستحق لها ، وما عداه ذريعة له ، هذا زعمهم ، وتمام العبادة بالشكر ، وما لم يحرمه الله حلال كما ذكر فى الأصول أن السكوت فى موضع البيان بيان أى بيان أن حكم ما عدا المذكورات مخالف لحكم المذكورات .