Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 36-36)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ بَعَثْنا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً } الأُمة هنا من أُرسل إليهم رسول إلى أن يأْتى رسول آخر ، وهكذا الرسول الأَول رسول لأُمة الرسول الآخر إن كان الآخر مقررا غير ناسخ ، والمراد بالرسول هنا ما يشمل من نبى بلا رسالة بمعنى أرسل الله إليه جبريل ، وبمعنى أنه لا بد أَن يأْمر وينهى ويعلم فكأَنه نبى رسول ، والمراد أَن ما أَنت عليه ليس ببدع ، وكذا ما لعيه أَمتك من التكذيب من قوم منهم بل بعثنا بالتوحيد رسلا كما بعثناك به ، وكذب بعض أُممهم وصدق بعض كما صدقك بعض قومك وكذب بعضهم كما قال الله جل وعلا : { أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت فمِنْهُم مَّنْ هَدى اللهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلْيهِ الضَّلاَلَةُ } أَن تفسيرية لأَن فى البعث والرسالة معنى القول دون حروفه ، ومن زعموا أنه يجوز دخول حرف الجر على " أنْ " قبل الطلب أَجاز تقدير الباءِ هكذا : بأَن اعبدوا الله ، والطاغوت الشيطان أَو الأَوثان ، أَو ما يعبد من دون الله مطلقا ، ومر فى سورة البقرة ، ويقدر مضاف هكذا : عبادة الطاغوت ، ودخل فيه ما يدعو إليه عموما ، وفى حذفه تأْكيد كأَنه يجتنب من كل وجه ولو غير عبادة ، وهدى الله وفقه للإيمان وآمن ، وحقت عليه الضلالة ثبتت عليه بالخذلان ، والأشياءُ كلها ملك لله خلقها بعد العدم ولا حق لغيره فيها ، ولا يقبح منه شىءٌ إذ لا حق لغيره عليه ، ولا يقال له : لم فعلت ولا لم لم تفعل ، فخلق القبيح وإرادته غير قبيحين ، وقبيح القبيح على فاعله لأَن الله حذره عنه قال الله سبحانه : " إنما هى أَعمالكم أَحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " { فَسِيرُوا فِى الأَرْضِ } معشر قريش { فَانْظرُوا كيْفَ كَان عَاقِبَةُ الْمُكّذِّبِينَ } لرسلهم قبلكم وهى الهلاك ، وهم عاد وثمود وغيرهم ممن ترون أثره ، فخافوا أَن ينزل بكم ما نزل بهم لتكذيبكم الرسول كما كذبوا رسلهم ، صرح بأَن عليهم السفر للاعتبار فى الأرض ولو بلا قصد تجر ، ويجوز أن يكون المراد : سيروا للاعتبار مع قصدكم السفر للتجر مثلا ولا تخلصوا سفركم للتجر مثلا خاصا .