Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 45-45)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهمُ الأَرْضَ } إلخ تهديد لما كرين من مشركى مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإِرادة إهلاكه وعلى أَصحابه بالصد عن دين الله عز وجل ، أَو الماكرين على الأَنبياءِ وإِمامهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأُمته وغيرها والأَول أَولى لأَن الأَصل الكلام على الحاضرين لا على الماضين فى التهديد ، فيكون المراد المجتمعين فى دار الندوة على المكر به صلى الله عليه وسلم بحبسه أَو قتله أَو إخراجه ، والفاءُ عاطفة على ما قبل ، والهمزة من جملة المعطوف أَو على محذوف ، هكذا أَمكروا فأَمن الذين إلخ ، أَو أَنزلنا الذكر فأَمن الذين مكروا ، السيئات نعت لمصدر محذوف تقديره مكروا المكرات السيئات ، أَو مفعول به لمكروا لتضمن معنى عملوا ، أَو مفعول به لأَمن لتضمنه معنى لم يخف العقوبات السيئات ، وعليه يكون أن يخسف إلخ بدلا من السيئات بمعنى العقوبات ، وعلى غيره يكون مفعولا له لأَمن ، والخسف أن يدخلهم فى الأرض كالإِغراق بالماءِ كما فعل بقارون { أَوْ يَأْتِيَهمُ الْعَذَابُ مِنْ حيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } لا يعلمون أَنه يأَتيهم كما قتلوا يوم بدر ، ومن قبل الخروج إلى بدر لا يخطر ببالهم أنهم يقتلون ، أَو من السماء فجأَة كما فعل بقوم لوط ، وما يجىءُ منها لا يشعر به غالباً ، ومعنى من حيث لا يشعرون أنه لا يجىءُ على يد مخلوق سواء يجىءُ من الأَرض أَو من السماءِ .