Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 4-4)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطَفَةٍ } لا يقدر على ذلك ما تعبدون ولا غيره فكيف تسوونه تعالى بذلك ، أَفمن يخلق كمن لا يخلق ، وفى ذلك أَيضاً دلالة على وجود الله وكمال قدرته فإن النطفة ميتة خلق منها ما هو أعظم الخلق فهما وتدبراً واحتيالا ، وهو حال الولادة أَضعف من أولاد الحيوان ، وأَقل تحرزاً عما يضره ثم تمضى عليه مدة فيفاجئَه ما ذكره الله عز جل قوله : { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ } عظيم الخصام فيما يحاوله . أو سماه خصيماً ميتا حال الولادة باعتبار ما يؤول إليه كتسمية العصير خمرا وهو صفة مبالغة ، وقيل بمعنى مفاعل كالنسيب بمعنى مناسب والعشير بمعنى معاشر والخليط بمعنى مخالط { مُّبِينٌ } ظاهر الخصام أَو مبين لحجته ، ودخل فى ذلك خصامه فى شأن البعث ، قال الله عز وجل { أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين } [ يس : 77 ] { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهى رميم } [ يس : 78 ] " جاءَ أبى ابن خلف لعنه الله بعظم رميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أُترى أَن الله يحيى هذا بعد ما رم ، فقال صلى الله عليه وسلم : نعم يحييه الذى خلقه أول مرة " ، وقد قيل : نزلت الآية فيه ، وخصوص السبب لا يمنع عموم المعنى فهى فى الاستدلال على وجود الله تعالى واختصاصه بالعبادة عمن لا يقدر على الخلق كما هى فى إثبات البعث .