Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 5-6)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا } وخلق الأنعام خلقها وهى الإبل والبقر والغنم ، بدأَ بذكر خلق السماوات والأرض وفيهما منافع للإنسان وذكر بعده ما ينتفع به أكلا وشربا وهو الأنعام وهما أعظم ما يحتاج إليه ، ومعهما ركوب الإبل واللباس ، اختير النصب على الاشتغال لتقدم الفعلية ، أَو الأَنعام معطوف على الإنسان ، وذكر قوله خلقها على هذا ليبنى عليه قوله { لَكُمْ } خبر مقدم { فيهَا } متعلق به أَو بما تعلق به { دِفْءٌ } مبتدأ كمال قال : ولكم فيها جمال ، ويجوز تعليقه بخلقها فيكون فيها الخبر على الاشتغال أَو عطف على الإنسان فيكون قوله : خلقها لكم بيانا لما خلق لأَجله ، وقوله : فيها دفءٌ تفصيلا ، وعلى كل حال يكون المراد لكم يا أهل مكة فى جملة الناس ، ويجوز تعميم الناس بالخطاب ، والدفءُ التخلص من مضرة البرد بتحصيل السخونة بلباس ما نسج منها وتصنع البيوت منها ، أَو الدفءُ ما يتحصل من الإبل من نتاج ولبن ومنافع { وَمنَافعُ } كالحمل والحرث والنضح وحفظ المال فى البيت المتخذ منها وسائِر ما يعمل منها ، وركوب الإبل وقد يركب على البقر ، قيل : ولبنها وقد يدخل فى تأْكلون لقوله تعالى : { ومن لم يطعمه فإِنه منى } [ البقرة : 249 ] ، قيل : ونسلها وفيه أنه نفس الإبل والبقر والغنم ، وقيل : وأَثمانها وأَثمان ما يتولد منها كلبن وصوف وأَجره عمل ، ولا أجرة للضراب ، وله أَخذ أَعطى بلا عقد أَو شرط ، وإنما شمل الأَكل { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } اللحم ومن غيرها أَيضاً ، وخصها بالذكر لأَنها معظم ما يؤكل ، وقدم الظرف للفاصلة ومراعاة لطريق الاهتمام { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ } زينة { حِينَ تُرِيحُونَ } تريدونها من المرعى رواحا أى عشية إلى حيث تلبث ، ويقال له مراح { وَحِينَ تَسْرحُونَ } تخرجونها صبحاً إلى المرعى ، تكون زينة لهم ولبيوتهم وما يليها إذ تأوى إليها ، وحين يتعلق بمحذوف نعت جمال أَو يهبها أو بلكم لنيابتهما عما يجوز التعلق به أو بمتعلقهما ، وقدم الإراحة على السرح مع تأَخرها فى الزمان لأَنها أَشد زينة إِذا أُريحت ممتلئة البطون والضروع تجرى مجتمعة وتجتمع فى المراح بأَصوات عكس حالها حال السرح ، ولا سيما حال الربيع ، والمفعول محذوف فى تسرحون للفاصلة ، وفى تريحون لموافقة تسرحونَ ، والتقدير تريحونها وتسرحونها .