Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 71-71)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِى الرِّزْقِ } غنى وأغنى وفقير وأفقر بمحض تفصيل الله ، فكم من عاقل محتال قوى ، يكون فقيراً ، وقليل العقل عاجز يكون غنيًا . @ ومن الدليل على القضاء وكونه بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق @@ وكذلك فضل بعضًا على بعض فى نحو الذكاء والبلادة ، والحسن والقبح ، والصحة والسقم ، قال الله عز وجل : { نحن قسمنا بينهم معيشتهم } [ الزخرف : 32 ] إلخ منهم رازق نفسه ، ومن تحت يده ، ومرزوق ممن فوقه من أب وسيد ، وكم مملوك يرأس على مماليك تحته . { فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا } فى الرزق . { بِرَادِّى } معطى { رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } بل الله يعطى المماليك على أيدى ساداتهم ، ولو جاز يقال رزق السيد مملوكه ، بمعنى أنفق عليه كما قال الله عز وجل : { فارزقوهم منه } [ النساء : 8 ] وزعم بعض أن الله عز وجل عابهم بأنهم ما ردوا مما فى أيديهم على ما ملكت أيمانهم حتى يستووا ، سمع أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما هم إخوانكم فاكسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تطعمون " فما رأى عبيده إِلا رداءه رداءه ، وإِزاره إزاره . { فَهُمْ } أَى المفضلون وما ملكت أيمانهم { فِيهِ } فى الرزق { سَوَاءٌ } فى أن رازقهم الله عز وجل لا غيره ، والجملة لازمة ومؤكدة لقوله : فما الذين الخ ، ورد على المشركين فى قولهم : إنهم الرازقون تحقيقًا لمن تحتهم وإذا لم ترضوا بشركة مماليككم لكم فكيف رضيتم لله بمشاركة ما هو له فى العبادة ، وما تأكل مماليككم أرزاقكم ، بل أرزاق أنفسهم . { أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ } يعدلون عن الحق ويجحدون بنعمة الله ، أو أيشركون به تعالى ، ويجحدون ، أو أيعجبون ويمنون على من تحت أيديهم فيجحدون بنعمة الله ، أو لا يفهمون فيجحدون عداه بالباء لضمينه معنى يكفرون ، وأخره على طريق الاهتمام والفاصلة ، أو هى خلة ، ومعنى جحودهم النعمة أنهم يدعون لله شركاء ، وللشركاء بعض النعم ، فنفوا ذلك البعض عن الله عز وجل ، ويضيفونه للشركاء ، وأيضًا أنكروا هذه الحجج ، ولم يقروا أنها دالة على وحدة الله عز وجل ، ولا أنها نعمة .