Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 76-76)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ } ولد أخرس ، لا يتكلم ، ومن ولد كذلك فهو لا يسمع ، فهو لا يفهم ، إلا بالإشارة ، والتجربة والوجدانيات والبصر والمس والذوق . { لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَئٍ } من الأمر بالعدل ، ومن السيرة الحسنة أدبًا وشرعًا ، ومن المنافع الصنائع لنقص عقله . { وَهُوَ كَلٌّ } ثقيل فى الغالب { عَلَى مَوْلاَهُ } من بلى أمره من أب أو عم أو قائم ما أو سيد . { أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ } مولاه فى أمر خير { لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } مراد أو خير غير مراد ، بل يأت بشر أولا به ولا يخبر ، والرجل الآخر مذكور فى قوله عز وجل : { هَلْ يَسْتَوِى هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } أى والفصيح الذى يأمر الناس بالعدل ويرشدهم إلى مصالحهم ، وينفعهم وهو فى نفسه مهتد متمكن من الدين ، تمكن الراكب على المركوب ، ولذا قال : على صراط ، ولم يقل فى صراط ، وهو خفيف على أهله ، ذو صنائع إذا قصد أمرا تلقّاه ، فأين هذا من الذى يشمله المثل السائر : أينما أوجه ألق سعداً ، رجل يسمى أخبط رئيس قومه ، وهم سعد جفوه ، فارتحل عنهم إِلى قوم فوجدهم قد جفوا سيدهم ، كما جفاه قومه ، أى أينما أوجه ألق عشيرة كعشيرتى فى الجفاء ، وليس سعد رجلا شريرًا كما قيل ، بل عشيرته شريرة . وهذا المثل المضروب دفع المشاركة الأصنام الله جل وعلا أو دفع لمساواة الكفرة للمؤمنين ، وكونه آمرا بالعدل ، وكونه على صراط مستقيم كما ما يناقض البكامة والعجز والثقل ، وعدم الإتيان يخير اللاتى هن صفة الأصنام ، لا نفع فيها ، وتحتاج إِلى حاملها وماسح الأذى عنها ، وقيل : الأبكم أبو جهل ، والآمر بالعدل عمار رضى الله عنه ، وقيل : الأبكم أُبىّ بن خلف ، والآمر بالعدل عثمان بن مظعون ، ولا يصح ذلك . وعلى صحته المراد التمثيل ، أو يعتبر أن خصوص السبب لا يبطل عموم الحكم فى اللفظ ، وقيل : فى عثمان بن عفان ، وعبدٌ له كافر يسمى أسيد بن العيص ، ينفقه عثمان ويقوم بمصالحه ، ويأمره بالتوحيد والصدقة ، فيخالفه ويعكس .