Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 82-82)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِنْ تَوَلَّوْا } فعل ماض للغيبة ، والواو لأهل مكة على طريق الالتفات إِليها من التكلم ، أى فإن داموا ، وليس مضارعا للخطاب ، حذفت إحدى تاءيه أى فإن تقولوا عن الإسلام يا أهل مكة ، لاستلزامه اجتماع خطابين متغايرين فى كلام واحد ؛ أحدهما هذا والآخر قوله عز وجل : { فَإِنّمَا عَلَيْكَ } يا محمد { الْبَلاغُ الْمُبِينُ } إلا أن يقدر ، فإن تولوا أى تولوا أهلكتم أنفسكم ، ونجوت يا محمد ، لأن عليك البلاغ المبين ، وقد أنيت به ، فهنا كلامان لا واحد ، كما فى قوله تعالى : { يوسف أَعْرِض عن هذا واستغفري لذنبك } [ يوسف : 29 ] وعلى المضى وهو الأصل ، فقد ذكر السبب وهو البلاغ المبين ، وأراد المسبب وهو النجاة ، أى نجوت لأنه ما عليك إلخ ، أو هلكوا وحدهم لأنه ما عليك إلخ ، وقدر بعضهم : فإن تولوا فلست ، قادراً على خلق الإيمان فى قلوبهم ، وهو خال من الارتباط بالفاء ، والفاء لا تناسبه إلا إن جعلت داخلة على هذا المحذوف ، فيكون إنما عليك البلاغ مستأنفًا غير تعليل .