Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 83-83)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ } يعرفون جنس النعم أنها من الله ، إِذ يعترفون بما ذكرو ما لم يذكر ، وهذا ظاهر فى أن تولوا ماض ، وإلا كان فيه التفات من الخطاب إِلى الغيبة والمضارع للاستمرار ، أو لحكاية الحال الماضية . { ثُمَّ } لاستبعاد عملهم بمقتضى إِنكار معرفة أنها من الله { يُنْكِرُونَهَا } بعبادة غير الله ، فإن عبادة غير الله شئ أن غير الله هو صاحب النعم ، وهذا إنكار بالفعل أقوى من الإنكار بالقول ، وعبادتهم لله مع غيره ضائعة ، كأنهم لم يعبدوا إِلا غير الله ، وقيل : ينكرونها بقولهم أنها شفاعة آلهتنا ، أو سبب كذا كنوء كذا ، أو بعدم أداء حقوقها ، أو نعمة الله نبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، عرفوها بالمعجزات ، وأنكروها بألسنتهم عناداً . كما سأل الأخنس أبا جهل عن محمد صلى الله عليه وسلم فقال : هو نبى رواه ابن حاتم ، أو نعمة الله الإسلام يعرفون فضله له وينكرونه بالمخالفة أو نحو قولهم : لولا كلابنا لسرقنا ، ولولا فلان لم أصب كذا ، وقولهم : ورثناها عن آبائنا ، وغفلوا عن أنها من الله عز وجل ، أو يعرفونها فى الشدة وينكرونها فى الرخاء . { وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ } كلهم ، كقوله : { الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون } [ النحل : 75 ] قيل أو تحرز عمن لم يعرف الحق لنقض عقله ، أو للتفريط فى النظر ، فإنه لم يكفر النعمة صراحًا ، أو لم يبلغ حد التكليف ، وفيه أنه لا يتصور استثناء القليل بأنهم غير كافرين ، مع أن الكلام فيمن تحقق أنه يعرف النعمة ويجحدها لا غيره ، ولعل المراد أن القليل من مطلق المشركين لم يصرح بإنكار النبوة ، أو لم تحضر فى قلبه نفيًا ولا إِثباتًا ، أو لم يعبد الصنم ، أو لم يعلم النعمة من الله ، ولا يعذرون فى ذلك .