Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 105-105)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ } الباء للملابسة ، والتقديم للحصر ، وهو حال من الهاء أو من نا ، أو متعلق بأنزل . { وَبِالْحَقِّ نَزَلَ } هو كالأول ، والحق واحد ، لأنه معرفة أعيدت ، وهو للأول كالمطاوع نحو : وصلته فاتصل ، كأنه قيل : توجهت إِرادتنا لإنزاله . فنزل ، أو أردنا إنزاله فنزل ، وذلك أنه قد يريد أحد الشئ ويشرع له ، ولا يكون ، ويعالجه فلا يتفق له تعالى الله عن المعالجة فنفى الله ذلك بقوله : " وبالحق نزل " أو المعنى ولم يتغير ، والهاء وضمير نزل عائدان إلى القرآن فى قوله : { بمثل هذا القرآن } [ الإسراء : 88 ] ولو بعد كما جرى فى كلام العرب ذكر شئ ، واستطراد أشياء بعده ثم العود إليه أو إلى القرآن المعلوم ، كقوله تعالى : { إنا أنزلناه فى ليلة القدر } [ القدر : 1 ] ولو لم يجر له ذكر قريبًا ويقويه . { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ مُبَشِّرًا } للمؤمنين بالجنة { وَنَذِيرًا } للكافرين بالنار عليك التبليغ فقط ، وما عليك من عنادهم واجتراحهم شئ ، أو المعنى ما أنزلناه إلا بالحكمة المقتضية لإنزاله ، وما نزل إلا بالحكمة والهداية ، إلى كل خير ، والمعانى التى شملها ، فالحقان متغايران ، كما إذا قلنا : ما أنزلناه من السماء إلا محفوظًا بالرصد من الملائكة ، وما نزل على الرسول إِلا محفوظًا بهم من تخليط الشياطين ، وكما إذا فسرنا الحق الأول بالتوحيد ، والثانى بالوعد والوعيد والأمر والنهى ، وأجيز عود الهاء ، وضمير نزل إلى موسى كقوله عز وجل : { وأنزلنا الحديد } [ الحديد : 25 ] أو إلى كتابه ، أو يقدر مضاف أى أنزلنا كتابه أو إِلى الوعد أو إِلى الآيات التسع . وعلى هذا أفرد الضمير مذكراً لأنهن بمعنى الدليل ، والعود إلى القرآن أولى ، فيعلق الكلام إلى قوله : { قل لئن اجتمعت } [ الإسراء : 88 ] إلخ أو إلى قوله : { ولقد صرفنا } [ الإسراء : 89 ] .