Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 106-106)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقُرْآنًا } مفعول به لمحذوف حال معطوف على مبشراً أى وقارئا قرآنا ، أو تاليا قرآنا ، أو وذا قرآن أو مفعول لآتيناك محذوفا كما قال : { ولقد آتينا موسى } [ الإسراء : 101 ] أو منصوب على الاشتغال ، ولو كان نكرة لأن لها مسوغا ، وهو التعظيم أى وفرقنا قرآنا . { فَرَقْنَاهُ } وعلى الحالية والمفعولية بآتيناك محذوفا يكون فرقناه نعتا لقرآنا ومعنى فرقناه أنزلنا شيئا فشيئا ، أو تم شيئا فشيئا كقوله تعالى : { كذلك } أى شيئا بعد شئ { لنثبت به فؤادك } [ الفرقان : 32 ] ، ويدل له قوله عز وجل : { لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ } على مهل ، ليسهل حفظه وفهم معناه ، ولأن نزوله كثيراً ما يكون بحسب الحوادث كالسؤال ، وكبعض العامة من الناس كما قال : { وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } شيئا بعد شئ ، على حسب الحوادث والدواعى ، لا إنزال بمرة كالتوراة وسائر كتب الله فإنها أنزلت مكتوبة بمرة ، ولو فسرنا فرقناه بقولنا : فرقنا الحق والباطل ، لم يناسبه قوله لتقرأه إلخ مناسبة ظاهرة ، مع أنه يحتاج اللفظ إلى تقدير الجار أى فرقنا فيه مع أنه ليس من محال تقديره ، فتحصلنا على أن تنزيله شيئا بعد شئ ، لعله أن يفهم وأن يسهل حفظه ، وأن يوافق حدوده حدود الدواعى ، ردًّا على اليهود : هلا نزل بمرة كالتوراة والزبور إِذ نزل فى عشرين سنة أو فى ثلاث وعشرين ، قيل : أو فى خمس وعشرين على الخلاف فى سِنِّه صلى الله عليه وسلم ، وكان ينزل خمس آيات خمس آيات كما قال عمر رضى الله عنه : تعلموا القرآن خمس آيات بأن جبريل كان ينزل به خمسا خمسا رواه البيهقى . قال أبو نصرة : كان أبو سعيد الخدرى : يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة ، وخمس آيات بالعشى ، ويخبر أن جبريل عليه السلام كان ينزل به خمسا خمسا . قال ابن عساكر : قلنا لعل هذا فى الغالب ، وحين كان النزول لغير حادث حدث ، وقد صح أنه ينزل أقل وأكثر ، وعلى فى الموضعين متعلق بتقرأ لتخالف معناه ، لأن الأول للاستعلاء المجازى والثانى بمعنى فى ، أو يعلق الثانى فى محذوف حال من ضمير نقرأ .