Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 111-111)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ } أمره الله عز وجل بالحمد له ، لتنزهه عن صفات النقص ، وانفراده بالملك العام ، وإنعامه ، والملك الخلق والرزق ، والإبقاء والإحياء والإماتة ، والزيادة والنقص ، والعبادة ، وكل موجود سواه فهو ملكه ، وليس معنى الملك كونه إلها إلا أن يراد لازم الألوهية ، وهو أنه يملك كل شئ من الأجسام والأعراض ، ولا ولد له ، كما زعم اليهود والنصارى فى عزير وعيسى ، وبعض العرب ، والنصارى فى الملائكة ، ولا شريك له كما تقول الثنوية وقريش وغيرهم . { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ } لا ولى له يدفع عنه الذل ، لأنه عزيز بل لا ذل له فضلا عن أن يكون له أحد بلى أمره من أجل الذل . { وَكَبَّرَهُ تَكْبِيرًا } عن كل نقص ، وكل كامل يكون ناقصا بالنسبة إليه ، وكل معصية وقعت فبإرادته وعلمه ، وخلقه لها ، وإلا لزم النقصان ، بأن وقع فى مُلكه ما لم يرده . التقى عبد الجبار المعتزلى الهمدانى مع القاضى أبى إسحاق الإسفرايينى فقال : سبحان من تنزه عن الفحشاء ، يعيب عليه اعتقاده أن الله خلق المعصية فأجابه الإسفرايينى فقال : سبحان مَن لا يجرى فى ملكه إلا ما يشاء ، ووقع مثل هذا لأبى عبيدة ، مسلم رحمه الله مع بعض المعتزلة أيضا . وكان صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بنى عبد المطلب علّمه هذه الآية . وعن عمر رضى الله عنه إذا قال العبد : الله أكبر فهو خير له من الدنيا وما فيها . ويقال : افتتحت التوراة بفاتحة سورة الأنعام ، واختتمت بخاتمة هذه السورة وفى مسند أحمد ، عن معاذ الجهينى ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : " آية العز { الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيراً } .