Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 49-49)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُوا } عطف على ضربوا ، والاستفهامات بعده للتعجب . { أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا } مجردة عن الجلود واللحوم { وَرُفَاتًا } مفرد كالجداد والرداد والفتات ، بمعنى ما بَلِىَ ، وتفتت كالحطام ، وهى أيضاً عظام كأنه قيل عظاماً غير متفتتة ، وعظاماً مفتتة ، ويطلق على ما يلى ، وتفتت يابساً من غير الطعام أيضا فقد يريدون ما تكسر وتفتت من جلود ولحوم وعظام ، ولعل من فسر الرفات بالتراب - وهو الفراء - أراد أنها دقيقة كالتراب ، إذ لا يعرف الرفات بمعنى التراب حقيقة ، ومع ذلك قال الله فى آية أخرى : { أئذا متنا كنَّا ترابًا وعظامًا } [ المؤمنون : 82 ] فيفسر بالدقة كالتراب ، وفسره بعض بالغبار ، وبعض بما تكسر وبلى ودق ، ويحتمل أن يرجع ترابا حقيقة رجوعا إلى أصله كما قال بعض الأندلسيين : كنا ننسف التراب فى موضع يسمى مقبرة اليهود ، فوجدنا ميتا فى قبره ، الصورة إنسان والحقيقة تراب حقيق لا فرق بينه وبين ما يليه من تراب الأرض ، كأنه جسم مبنى من تراب ، وإذا متعلق بمحذوف أى أنصير رطبا غضا أحيا . إذا كنا عظاما ورفاتا يابسة بالية ، وإذا خارجة عن الصدر والشرط أو هى على أصلها ، فيقدر ذلك مؤخراً لا بمبعوثون ، لأن معمول خبر أن لا يتقدم عليها ، وإصدار الاستفهام ، ومعنى كونهم عظاما ورفاتا أنهم كأنهم صور من رفات من أول غير مسبوقة بلحم وجلد . { أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا } البعث متضمن لمعنى الخلق ، فخلقا مفعول مطلق لمبعوثون ، أى لمخلوقون خلقاً جديداً ، أو خلقا ضمن معنى البعث ، أى لمبعوثون بعثا جديداً ، والبعث الأول هو خلقهم من النطفة ، وهذا أولى من كونه حالا بمعنى مخلوقين ، أو ذوى خلق ، فيتبعه جديداً على لفظه من الإفراد .