Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 54-54)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } أيها المشركون ، العلم بعاقبتكم عند الله . { إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } بالتوفيق إلى التوبة والإسلام ، فتكونوا من أهل الجنة . { أَوْ إِنْ يَشأْ يُعَذِّبْكُمْ } بأن لا يوفقكم إِلى التوبة ، فتموتوا على الكفر ، والمعنى قولوا لهم إن يشأ الله يرحمكم ، أو قولوا إن يشأ يعذبكم فأو للتخيير فيما يقولون ، ويجوز أن تكون بمعنى الواو ، فيقولوا ذلك جميعاً ، وقيل للإضراب تهديداً ، ويجوز أن يكون قوله : { ربكم أعلم … } إلخ ليس تمثيلا للتى هى أحسن ، بل مستأنف خطاب للمؤمنين ، إن يشأ يرحمكم بإنجائكم من الكفار بإهلاكهم ، أو إلقاء الرعْب فى قلوبهم ، وإِن يشأ يعذبكم تسليطهم عليكم بالأذى كالقتل والنهب . { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } رقيباً وكفيلا أن لا يعصوا ، أو موكولا إِليك أمرهم فتقهرهم على الإيمان ، بل أرسلناك مبشراً ونذيراً ، ومأموراً أنت وأصحابك بتحمل أذاهم ، ثم أمره الله بالقتال فقال : { يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } [ التوبة : 73 ، التحريم : 9 ] وقد يقال : المراد أنك لا تسمعهم الحق مع ختم الله على قلوبهم ، ولو بالجهاد كما قال الله عز وجل : { إنَّ الله يُسمِع من يشاء وما أنت بمسمع مَنْ فى القبور } [ فاطر : 22 ] وهذا يقال به قبل القتال وبعده إلا القهر على الإيمان ، فإنه لا إكراه فى الدين ، فيؤمنوا بإرادتهم ، أو يقتلون . وروى أن المشركين أفرطوا فى إيذاء المسلمين ، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل : { وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن } [ الإسراء : 53 ] إلى { وكيلاً } فالخطاب فى قوله عز وجل : { ربكم أعلم … } إِلخ على هذا للمؤمنين على معنى الإنجاء من الكافر ، وعدم الإنجاء كما مر قريباً . ويروى أن مشركاً شتم عمر فهم بضربه الضرب اللائق به ، أو هَمَّ بسبه مجازاة ، فأمر فى العموم بالعفو ، فيكون سبباً آخر لنزول { وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن } [ الإسراء : 53 ] على هذين السببين فى النزول أن يقال للشاتم سلام عليكم ، لا نبتغى الجاهلين ، أو هداك الله ، أو عفا الله عنك ، ويعنى هذه الشتمة فقط أو أصلح الله شأنك ، وقد مر جواز طلب الهداية أو يعنى بنحو ذلك كله أن الشاتم على غير صواب لا الدعاء له .