Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 93-93)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوْ يَكونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ } أى من ذهب على أنه وضع اسما للذهب ، أو الزخرف الزينة ، استعمل فى خاص وهو الذهب ، تجوزاً لأنه أفضل أو باق على جنس الزينة ، فيفسر بالذهب ، أو به وبغيره . { أَوْ تَرْقَى } بسلّم { فِى السَّمَاء } إحدى السبع كما هو مذكور فى القرآن ، والمتبادر عند الإطلاق ، وقيل : المكان المرتفع ، وهو خلاف المتبادر ، وفيه أن مطلق المرتفع يشارك ويرقى ، وإنما يطلق على مرتفع إذا دل عليه دليل ، أو صرح بذلك كقوله : @ وقد يسمى سماء كل مرتفع وإنما الفضل حيث الشمس والقمر @@ والمعنى تصعد فيها ، غدى بفى لتضمن معنى تدخل ، ودخولها يستلزم الصعود إليها ، أو فى بمعنى إلى ، والصعود إليها يترتب عليه دخولها ، أو يبقى على ظاهره ولكن يقدر مضاف أى ترقَى فى معارج السماء ، ومع سفههم يبعد أن يقترحوا عليه الصعود بلا معارج ، إذ لا يطلب ذلك عاقل . { وَلَنْ نُؤْمِنَ } بك { لِرُقِيِّكَ } لأجله أو به وحده بلا نزول لك بكتاب منها كما قال : { حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا } مكتوبا بلا نزول لك فيه أنك رسول الله ، وهذا قيد للإطلاق فى قولهم أو ترقى فى السماء . { نَقْرَؤهُ } نعت كتابا { قُلُ } لهم متعجبا ، والتعجب واقع فى قلبه صلى الله عليه وسلم ، أمره بما يدل عليه ، أو قل منزها لله عن ذلك . { سُبْحَانَ رَبِّى } يذكر هذا اللفظ الكريم تعجبا ، ويذكر تنزيها ولا ثواب لذاكره متعجبا مع إهمال البينة ، كما يقوله الغضبان بلا قصد لمعنى التنزيه ، ولا لمعنى الذكر ، وكذا ما أشبهه كلا إله إلا الله ، والنبى صلى الله عليه وسلم لا يذكره مهملا ، ولا يأمره الله بقوله مهملا ، والراجح أن المراد التنزيه مصحوبا بتعجب أو دون تعجب ، فإنه منزه عن الإتيان الحقيقى ، لأنه يلزم منه أن يكون فى موضع ، ويلزم الحد ، وأنه جسم أو عرض ومنزه ، أن يتحكم عليه ، أو يشارك فى القدرة . { هَلْ كُنْتُ إِلاّ بَشَرًا } كسائر البشر ، خبر جئ به للتمهيد لا يتعلق به إنكارهم ، كقولك زيد رجل قريشى ، فرجل تمهيد للنعت ، كما أن بشراً تمهيد لنعته وهوقوله : { رَسُولاً } كسائر الرسل ، لا يأتون أقوامهم إلا بما يظهر الله على أيديهم مما يلائم حال أقوامهم ، ولم يجعل الله أمر الآيات إليهم ، ولا إلى ما يقترحه عليهم أقوامهم ، مع أ نه لو أزال جبال مكة وسائر الستة الشروط المذكورة لأهلكهم الله على سنته فيمن طلب أمثالهن ولم يؤمن ، وقد علم الله أنهم لا يؤمنون ، ولم يجر القضاء بإهلاكهم لإتمام أمره صلى الله عليه وسلم ، أو رسولا خبر ثان ، وبشر حال لازمة ، ولا يلزم أن تكون له حال غير البشرية وقوله : { سبحان ربِّى هل كنت إِلا بشراً رسولاً } جواب إجمال ، والجواب بالتفصيل هو الإهلاك المذكور فى السورة قبل هذا ، وفى قوله عز وجل : { ولو نزلنا عليك } [ الأنعام : 7 ] إلخ وقوله : { ولو فتحنا } [ الحجر : 14 ] إلخ .