Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 72-73)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ } له الخضر { أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا } توبيخ لموسى عليهما السلام ، فرجع إليه حلمه ، واعتذر ، كما قال الله عز وجل : { قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ } بنسيانى لوصيتك أن لا أسألك حتى تحدث لى ذكراً ، كأنه تحقق عنده أن نسيانه أمر محقق عند الخضر ، وإلا قال : إنى نسيت فلا تؤاخذنى بنسيانى ، أو اختصر له ذلك فعبر له بعبارة واحدة ، والنسيان ضرورى لا اختيارى ، والباء للتعدية ، وإِنما المؤاخذة على ما يوصل إليه من ترك التشمر ، وموسى متشمر لكنه غلبه تشمر معتاد له قديم فى أمر الشرع . ويجوز أن تكون سببية مراعى فيها السبب البعيد ، وهو ترك التشمر ، ولولاه لم يكن النسيان ، ويجوز تعلقها بالنهى ، وكأنه قال : اترك المؤاخذة لنسيانى ، والنهى أمر بالترك ، كما يجوز تعليق الباء فى حرف النفى فى قوله : { ما أنت بنعمة ربك } [ القلم : 2 ] أى انتفى بنعمة ربك الجنون عنك ، وما مصدرية كما رأيت ، ويجوز أن تكون اسماً أى بشئ نسيته ، وهو الوصية ، فيقدر مضاف أى بترك ما نسيته ، لأن المؤاخذة بترك الوصية لا بها ، وقد لا يقدر لأن الوصية سبب للمؤاخذة ، إذ لولاها لم تكن المؤاخذة ، أو لأن النسيان بمعنى الترك . { وَلا تُرْهِقْنِى مِنْ أَمْرِى عُسْرًا } مفعول ثان ، أى لا تدخل على أمراً عسراً ، وهو الصعوبة ، ومعنى أمرى متابعتى لك ، فإنى أحب اتباعك وتيسيره بالمسامحة ، وترك المناقشة ، أو أمرى نسيانى .