Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 80-80)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَمَّا الغُلاَمُ } الذى قتلت { فَكَانَ أَبَوَاهُ } أبوه كازير أُمه سهوا { مُؤْمِنيْنَ } وهو كافر ، وكان التكليف متعلقا بالتمييز ، وهو مميز ، ثم نسخ إلى الحلم فيكون معنى قول موسى { نفساً زكية } [ الكهف : 74 ] أنه لم نقتل نفسا ، ولا فعلت موجب قتل ، وكذا يكون المعنى على أنه بالغ ، إِذ لم ير منه موجبا إلا أنه من أين رأى براءته البتة ، لعل الخضر رأى منه الموجب ، ثم إِنه كان غير بالغ أو غير مميز ، فمعناه أنه إن بلغ كفر ، وإِن ميز ، فى صحيح مسلم : " أن الغلام طبع يوم طبع كافراً " . وجاء الحديث : أن أطفال المشركين والمنافقين فى الجنة ، فما حال الصبى ؟ فأجيب بأنهم فى الجنة إلا من استثناه الوحى وأولى من هذا أن يجاب بأنه لم يجئ النص أنه فى النار ، بل جاء الطبع على الكفر ، ففى قتله النجاة منها إِذ لم يبلغ أو لم يميز ومعنى أنه كافر أنه إِن بلغ كفر . { فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا } الخشية أشد الخوف ، وإرهاقه إياهم الطغيان ، والكفر إِدخال ذلك عليهما ، أو الخشية العلم ، والطغيان ظلم العباد ، والكفر الإشراك أن لا ينصف منه لمظلومه ، ولا منه لإشراكه لشدة حبهما إياه وأن يتبعاه على طغيانه وشركه ، أو أن يدنس إيمانهما . وفى شرح البخارى : الخشية العلم أى علمنا أنه لو بلغ لدعاهما إلى الكفر ، فيجيبانه لفرط حبهما إياه أو خشينا أن يربياه ويحسنا إِليه مع كفره بعد بلوغه ، أو أن يدخل عليهما ضمان أموال ورقاب ، كما روى أنه كان يفسد ، وروى أنه يقطع الطريق ، ويحلف لهما أنه ما فعل فيحميانه عن طالبه . وأجاز الزمخشرى أن يكون ذلك من كلام الله ، فيكون خشينا بمعنى كرهنا ، كما ثبت فى مصحف ابن مسعود وقراءة أُبَىّ فخاف ربك فيقدر ، فقال الله : خشينا فالفاء من الحكاية ، وفى هذا ضعف مع ضعف أنه ليس من جواب الخضر على تعرض موسى له .