Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 27-28)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فأتَتْ به } معه أو صيرته آتيا أى أحضرته { قَومَها } وجملة { تحْمله } حال من المستتر فى أتت ، أو من هاء به ، وهذا المجىء بعد أربعين يوماً من نفاسها ، إذ طهرت من النفاس رواه سعيد بن منصور ، عن ابن عباس : ذهب بها يوسف إلى غار فمكثت فيه أربعين يوماً ، وقيل حنت إلى الوطن ، وعلمت أن ستكفى أمرها فتباكوا وهموا برجمها ، فتكلم عيسى فكفوا ، وقيل فقدرها من محرابها فاسألوا يوسف فقال : لا أدرى ، ومفتاح محرابها عند زكرياء ، وفتح زكرياء الباب فلم توجد ، ووبخوا يوسف على إهمالها ، وقال رجل : آتيها فى موضع كذا فخرجوا إليه ، وسمعوا صوت عقعق على رأس الجذع فرأتهم فتلقتهم بعيسى ، وقيل : أرسلوا إليها احضرى بولدى ، وقد أخبرهم الشيطان به ، فجاءتهم به ، فكان ما أخبر الله عز وجل به فى قوله : { قالُوا يا مريمُ لقد جئت شيئاً فرياً } عظيماً أو عجيباً كشىء صنع صنعاً عظيماً من الفراء بتخفيف الراء ، وهو الجلد إلا أنهم أرادوا هنا عظيماً فى شر { يا أخت هارون } نداء متصل بما قيل ، أو متسأنف لما بعد تعظيماً لتجديد العتاب ، وهارون رجل صالح ، والأخوة دينية ، اتبع جنازته أربعون ألف رجل اسم كل هارون ، سوى سائر الناس ، رواه عبد الرازق عن قتادة ، وعن الكلبى : أخ لها من أمها ، فالأخوة دينية ونسبية ، وكانوا يسمون بأسماء الأنبياء والصالحين . قال المغيرة بن شعبة : بعثتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا : أرأيت ما تقرءون : { يا أخت هارون } وأن موسى قبل عيسى بألف سنة ، فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأسماء الأنبياء والصالحين " وعلى كل حال شبهوها بالرجل الصالح تهكماً بها ، كما إذا قلنا : أرادوا أخا موسى ، كما روى عن السدى ، وعلى بن أبى طلحة ، أو كانت من نسل من هو أخ لموسى ، فهى واحدة منهم ، أو هارون اسم لذلك النسل لهارون أخى موسى كهاشم وتميم ، ولكن لا ينبغى العدول الى هذا عن حديث المغيرة المتقدم ، الذى رواه أحمد ومسلم والترمذى ، والنسائى والطبرانى وابن حبان وغيرهم وقيل رجل فاسق أضافوها اليه بالأخوة فى الشر شتماً لها . { ما كان أبوك أمْرأ سوءٍ } شر كالفسق { وما كانَتْ أمك بغياً } وارتكاب الفحش من أولاد الصالحين أقبح من ارتكاب أولاد غيرهم ، وصلاح الأصل يورث الصلاح للفرع أصالة فى الجملة أو غالبا .