Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 5-5)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإِنَّى خفت المَوَالى } عصبتى . كما روى عن ابن عباس ومجاهد ، أو بنى عمى التالين لى فى النسب ، أو قرابتى التالين لأمرى ، وكان هؤلاء الموالى شرار بنى إسرائيل ، فخاف أن لا يحسنوا الخلافة فى أمته بعده . { من وَرَائِى } أى وأنى خفت الموالى من بعد موتى أن يجوروا فى أمتى ، وهو حال من الموالى فالخوف الآن والموالى بعد موتى ، أو يقدر : وإنى خفت جور الموالى من ورائى فيتعلق بجور ، ويجوز تعلقه بالموالى لتضمنه معنى الولاية للأمر بعدل ، وقيل الآية فى الميراث . فالموالى بنو العم أو العصبة ، أو الكلالة أو الورثة أقوال ، لكن ليس إرث مال ، لأن الأنبياء لا تورث ، وما يتركونه صدقه . ويبعد أن يشفق نبى على ماله ، وإنما المراد ميراث العلم ونحوه . { وَكَانت امرأتى عاقراً } لا تلد ، يقال امرأة عاقر ، ورجل عاقر كلاهما بلا تاء { فهُبْ لى من لدنك ولياً } من عندك وفيضك الواسع ، وكيف شئت ، من للابتداء ، سواء علقت بهب أو بمحذوف حال من ولياً ، وهو الولد كما فى قوله تعالى : { رب هب لى من لدنك ذرية طيبة } [ آل عمران : 38 ] ، وبعد هذا التخصيص فى سورة آل عمران ، لا يصح دعوى أن المراد ولى ما من قرابته يرثه ولد أو غيره ، ولا دعوى أن ما فى آل عمران قبل الإِياس من الولادة بحسب عادة البشر ، وما هنا بعده طلب قريباً لحسن الخلافة ، وكان يكفى هب لى وليا ، لكن زاد من لدنك تلويحاً بعظم ما يوهب ، لأن الموهوب من الكريم لا يكون إلا كاملاً إذ لا يهب الناقص المنافى لكرمه .