Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 280-280)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ } حصل متداين مداينة حق بالربا ، فطالبهم بها أصحابها فشكوا العسرة ، وقالوا ، أخرونا إلى الإيسار فنزل ، وإن كان ذو عسرة { فَنَظِرَةٌ } فعليكم يا أصحاب الأموال ، أو الواجب عليكم يا أصحاب الأموال انتظار لهم وعدم مطالبتهم بها ، أو فقد تجب نظرة { إِلَى مَيْسَرَةٍ } وجود يسر ، فحينئذ تطالبونهم بأموالكم ، واليسر الغنى ، فمن وجد ما يقضى به دينه فهو غنى من حيث وجود ذلك ولو حل له أخذ الزكاة إذا لم يكن له إلا ذلك ، أو مع قليل ، وهذا الوزن شاذ ، وقيل هو مفرد جمعه ، أو اسم جمعه ، ميسر بلا تاء ، كما قيل مكرم جمع مكرمة ، وقيل : أصله ميسورة ، خفف بحذف الواو ، { وَأَن تَصَدَّقُواْ } تتصدقوا على من لكم عليه دين ، من معسر بالدين كله أو لبعضه بمعاملة حق ، أو بوجه ما بلا ربا { خَيْرٌ لَّكُمْ } مما تأخذون لمضاعفة ثوابه ودوامه ، أو أكثر من الإنظار ، مع أن الإنظار واجب ، فهذا من النفل الذى هو أفضل من الفرض ، كابتداء السلام سنة أفضل ثوابا من رده الواجب ، وكالوضوء قبل الوقت نفلا أفضل منه فى الوقت فرضاً ، وقيل : المراد بالتصدق الإنظار ، مجازاً باستعارة للشبه ، ويدل له قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل دين رجل مسلم فيؤخره إلا كان له بكل يوم صدقة " ، والمراد المسلم المعسر ، وأما دين الربا فلا يحل لأحد المتعاملين به أن يتصدق به على الآخر ، لأنه حرام بمعاملة حرام ولا ثواب له على ذلك ولا إباحة ، بل يجب على كل منهما أن يرد للآخر ، لا يجوز أن يجعله فى حل ، ولا أن يقتص له بما عليه ؛ فقوله : وإن كان ذو عسرة خارج عن الربا ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا محالة ولا تقاضى فى الربا " ، ولما علمت من أنه نزل فى قوم دانوا ديناً مباحاً وأعسروا ، وهب أنه فى الربا ، لكن من فعله نزلو آية الربا ، أو قبل علمه بنزولها ، وهو على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو بعده ، لبعد موضعه حتى يصله نزولها ، وهذا تكلف أيضاً ، ولا بأس بإنظار المعسر فيما يرده بلا زيادة إلا أن الآية لا تشمله ، لقوله تعالى : { وأن تصدقوا } إلا أن يحمل التصدق على دين الحلال ، والإنظار عليه وعلى الربا ، ونسب لابن عباس وغيره ، أنه يجب إنظار المعسر من الربا ، والصحيح إن تاب ولا زيادة { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أنه خير فافعلوه ، أو إن كنتم تعلمون ما فيه من الذكر الجميل فى الدنيا والأجر الجزيل فى الآخرة ، والذكر الجميل مطلوب للمؤمنين ، قصد الانخراط فى سلك السعداء ، لا رثاء .