Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 114-114)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فتعالى } تعاظم عن أن يشرك به ، أو يعصى او يكون ما انزل غير متسبب للتقاء والذكر ، وإنما خالفوا عناداً { المَلكُ } للوَعْد والوّعيد ، والأمر والنهى ، فى مصالح الدنيا والدين { الحق } الثابت القائم بنفسه ، صفة ثانية أو صفة للملك ، أى الحق فى ملكيته ، وهو خلاف الباطل ، فما فى القرآن لا يحوم حوله باطل . { ولا تَعْجَل بالقُرْآنِ مِنْ قَبْل أن يُقْضى إليْك وَحيْه } . عطف إنشاء على إخبار هو قوله : { وكذلك أنزلناه قُراناً عربياً } [ طه : 113 ] الى " ذكراً " أو على إنشاء هو قوله : " فتعالى الله الملك الحق " لأنه تعجيب ، كأنه قيل نبهتك على عظمة جلالى ولائق بك أن لا تقصر فيها بالعجلة بكلامى ، وكان صلى الله عليه وسلم يتبع جبريل حرفاً حرفاً أو كلمة كلمة ، خوف أن يفوته ، فنزل : { لا تحرك به لسانك لتعجل به إنَّ علينا جَمْعه وقُرآنه } [ القيامة : 16 - 17 ] الآية نهياً له عن أن يفوته بالتلفظ سماع ما بعد ما تلفظ به ، ولا يصح ما قيل : إن ذلك نهى عن تبليغ المجمل قبل نزول بيانه ، وما قيل : من أنه نهى عن كتابته قبل أن يفسر له مالم يفهمه ، لأن العجلة تبليغ المجمل ، والكتابة قبل التفسير طاعة مأمور بها ، فاعل هو بها . وأيضا كيف يكتبه كاتب قبل التبليغ ، وقيل : نهى عن الحكم فيما من شأنه ان ينزل فيه قرآن فيؤخر ، لعله ينزل فيه شىء ، كما روى أنه لطم رجل زوجه فحكم لها بالقصاص ، فنزل إبطالا لحكمه قوله عز وجل : { الرجال قوَّامُون } [ النساء : 34 ] الخ أو نزل قوله عز وجل : " ولا تعجل " فترك حكمه باللطم حتى نزل : { الرجال قوَّامُون } [ النساء : 34 ] وقيل : ضرب له أهل مكة وأسقف نجران من النصارى أجلا ثلاثة أيام ، ومضت ، وفشا أنه عجز فطلب نزول القرآن فى ذلك ، فنزل : { ولا تعجل بالقرآن من قَبْل أن يُقْضى } أى يوفى { إليك وحيه } . { وقُل ربِّ } يا ربى { زِدْنى عِلماً } فى الدين ، وكل ما احتاج إليه ، أو فى القرآن فإن تحت كل حرف أو كلمة أسراراً فكان صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علماً والحمد الله على كل حال " وكان يقول : " اللهم زدنى إيماناً وفقهاً ويقيناً وعلماً " .