Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 16-16)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فلا يصُدنَّك } يا موسى ويضعف أنه خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم على إرادة أمته معترض فى قصة موسى عليه السلام { عنها } أى عن تصديقها وهو الصديق بها أو عن ذكرها ومراعاتها وهو أليق بشأن موسى عليه السلام ، ولو جاز الأول فى شأنه بطريق التهييج ، وما فى عنها ، وفى قوله عز وجل : { من لا يُؤمن بها } للساعة وهو أولى ، وقيل للصلاة ، وقيل الأول لها ، والثانى للساعة ، وقيل الأول للعبادة ، والثانى للساعة ، وقيل للخصال المذكورة ، وقيل لقوله : " لا إله إلا أنا " والصحيح الأول . وقدم عنها على من لا يؤمن بها لثقل قولك بها عنها ، ولقصد طريق الاهتمام بالمقدم والتشويق الى المؤخر ، ولطول المؤخر ، فيخل النظم لو قدم ، والنهى عن الصد نهى للكافر نهى للغائب ، والمراد نهى موسى نهى خطاب عن أن يؤثر فيه صد الكافر ، والصد سبب ، والنهى عن سبب الشىء آكد فى النهى عن الشىء وقطع للسبب عن أصله ، أو ذلك نهى عن اللين المطمع للكافر لا تلن للكافر فيطمع فى تكفيرك ، كقولك : لا أراك هنا ، أى لا تكن هنا ، فضلا عن أن أراك . { واتبع هواه } ما يهواه من لذات الدنيا المهلكة له { فَتَردى } تهلك كما هلك ، وهو منصوب فى جواب النهى ، ولا داعى ، ولا دليل الى تقدير فأنت تردى ، والإغفال عن الساعة إغفال عما ينجى عن الهلاك فيها ، ويجوز أن يكون معنى لا يؤمن بها يعرض عن عبادة الله ، ويستغرق فى الشهوات ، ومعنى لايصدنك لاتنظر الى زهرته وتمتعه ، فما أنت فيه الخير لا ما هو فيه من الإخلاد الى الأرض كقوله تعالى : { ولا تمدن عينيك } [ طه : 131 ] إلخ فتفرغ للعبادة .