Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 4-4)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَنْزيلا } مفعول مطلق لأنزلنا المذكور ، ولو اختلف وزن التفعيل والأفعال ، والمعنى واحد هنا ، أو لمحذوف أى أنزلنا تنزيلا أو مفعول به ليخشى ، ولو اختلفا بأن أحدهما آخر آية ، الآخر أول آية ، وليس المعنى يتم فى كل آية على حدة ، وكم آية تم المعنى آية بعدها ، ولا يضرنا أن تعليق الخشية بمطلق التنزيل غير معبود ، ولا يخفى حسن أن قال : { إلاَّ تذكرة لمن يخشى } [ طه : 3 ] المنزل من قادر قاهر ، كما قال : { ممَّن خَلق الأرض والسَّماوات العلى } فإن هذا متعلق بتنزيلا . ويجوز جعله نعتاً لتنزيلا المنكر للتعظيم ، أى تنزيلا عظيماً من عظيم قادر على السماوات والأرض ، وهو على طريق الالتفات من التكلم إلى الظاهر ، ليصف نفسه بخلق الأشياء العظيمة ، ولم يذكر ما فيهما لتبعية ما فيهما لهما كما قال : { له ما فى السماوات وما فى الأرض } [ طه : 6 ] وقيل المراد وما فى جهة السفل والعلو ، فشمل ما فيهما ، والعرش والكرسى والأرض أرضون ، وقدم الأرض لتقدمها فى الخلق لقوله تعالى : { أإنكم لتكفرون بالذى } [ فصلت : 9 ] الآية ، وقوله عز وجل : { الذى خلق لكم ما فى الأرض } [ البقرة : 29 ] والأظهر لكون السماء أشرف أن تخلق أولا ، كما خلق روحه صلى الله عليه وسلم ، ونوره أولا لشرفهما . فنقول : ثم للترتيب الذكرى ، فنتحصل على قوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها } [ النازعات : 30 ] لكن لا يبعد جعل بعد للترتيب الذكرى ، كما تقول زوجتك وأنعمت عليك ، وبعد ذلك ولدتك وربتك ، إلا أنه أبعد من جعل ثم للترتيب الذكرى أو يقال ذكر تقديم السماء باعتبار تقديم مادتها خلقاً وأخرت باعتبار تصويرها ، وكذا الأرض بحسب المقامات ، فيجمع بذلك بين الآيات ، أو قدمت الأرض هنا لأن الأرض أظهر فى الإنعام للخلق لظهور الرحمة ، فيها ولأنا خلقنا منها ، ولا سيما إذا جعلنا لفظ قوله : " ها " من قوله تعالى : { منها خلقناكم } [ طه : 55 ] ضمير الأرض ، ويجوز أن يكون الأرض شاملا لسبع أرضين ، ومع هذا ينتفع بالعليا منهن ، وهى هذه ، والعلى نعت للسماوات وحدها جمع العليا ، وعظم المنزل بما ذكر ، وبما بعد ذلك الى قوله تعالى : { له الأسماء الحسنى } [ طه : 8 ] .