Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 54-55)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كلُوا وارْعَوْا أنعامكم } مفعول لقول مستأنف ، أى قلنا أو مفعول لحال من الضمير فى أخراجنا أى قائلين كلوا ، أو لنعت أزواجا ، أو معمول لنعت أزواجاً ، أى مقولا فيها : كلوا ، ورعى يتعدى كما فى الآية : ويلزم كما تقول رعت الدابة ، ولا شىء من النبات يحرم إلا حوزة الطبيب ، وحوزة الشرك ، وجوزة هند ، فقيل : تحرم ، لأنها للسكر ، وإلا الأفيون والشيكران والخشخاش كذلك ، وإلا النبات الذى يشرب دخانه ، فإنه سواء ما يسكر بمجرده أو يغيِّر العقل ، وما يفعل ذلك باعتياده إذا انقطع . وأما الثوم والبصل والكراث فحلال لآل النبى صلى الله عليه وعلى كراهة خوف مضرة الناس ، وحرام عليه صلى الله عليه وسلم ، لأنه يلقى جبريل ، ولم يكرههن بعض إلا أنه يجب علينا أن نحذر مضرة الناس ، ولا نطعم الدابة نجساً أو مسكراً ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " البطاطيخ أربعة : حلو ينبت اللحم ، وطيب ينبت الشحم ، وحامض يقتل الدود ، ومر يقطع الباسور " . { إن فى ذلك آيات لأولى النهى } أاشار إلى أقوال موسى وأفعاله وشئونه بإشارة البعد لعلو مرتبته فى الكمال والتنزيل عدم ذكر المشار إليه باسمه منزلة البعد الحسى ، والمعنى آيات كثيرة عظام ، ولذلك نكر ، ولوضوح دلالتها على عظم أفعال الله وصفاته والنهى جمع نهيته بضم النون ، وهى العقل سمى لأنه ينهى عن الباطل ، كما سمى حجراً لأنه يحجر عنه . أى يمنع وعقلها لأنه يكف عنه . قيل وقد يجىء مفرداص ، قيل ويجوز أن يكون مصدراً { منها } من الأرض لا من غيرها { خلقناكم } بخلق أبيكم منها ، أو خلقناكم من النطفة المتولدة من الأغذية المتولدة من الأرض . وقيل : من التراب الذى يدفن فيه كل أحد ، يؤخذ منه فيدر على نطفته ، فهو مخلوق من التراب ، والنطفة جزء من التراب الذى أخذ من موضع دفنه ، وجزء من نطفة ابيه ، وجزء من نطفة أمه ، وقيل تراب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الكعبة ، ونقل فى الطوفان الى محل قبره الشريف . { وفيها نُعيدُكم } بالإماتة وتفريق الأجزاء غالباً ، إذ من الناس من تأكله السباع ، ومن يلقى فى البحر وأجساد الأنبياء ، ومن يلتحق بهم ولا تفرق ، واختار فى على الى للدلالة على طول المكث فى الأرض { ومنها نُخرجكم تارةً } مرة { أخرى } برد أرواحكم ، وما فنى من أجسادكم بنفسه ، المعنى أن لكم مرتين من فعلين مرة إدخال ومرة إخراج ، أو اعتبر أن خلقهم من الأرض إخراج منها . فهو إخراج أول والثانى بعثهم ، وما أصعب تقلب الأزمان بالإنسان .