Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 19-19)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولهُ } لا لغيره { مَنْ } للعقلاء وغيرهم تغليباً لهم { فى السَّماوات والأرض } تقرير لقوله : { وما خلقنا السَّماء والأرض وما بينهما لاعبين } [ الأنبياء : 16 ] إلا أنه جمع السماء هنا إظهارً لمزيد العظمة ، أى له كل ما فى كل واحدة ، وهنالك أراد مجرد هذا السقف الذى يشاهونه . والفراش الممهد وما بينهما على حكم لا تحصى ، أو تقرير لما قبله كله ، أى له خاصة ما فيهن خلقاً وملكاً ، وتدبيراً وتصرفاً ، وإحياء وإماتة ، وإثابة وعقاباً ، ويضعف عوده الى لكم الويل بمعنى لكم ما ليس لله من الشرور ، والله ما ليس لكم من الخيور ، أو الى تصفون على أن الواو للحال تصفون بالولد ، مع أن ما فى السماوات والأرض ملك له . { ومن عنده } العندية عندية الشرف ، والتنزيل منزلة المقربين عند الملوك ، فعند استعارة لقرب المكانة مفردة لا تمثيلية ، لأن التمثيلية لا تقع فى المفرد ، ومن مبتدأ خبره قوله : { لا يسْتَكبِرونَ عَنْ عبادَتِه } ويجوز عطف من على من وجملة لا يستكبرون حال من المستتر فى عند ، أو فى له فيكون عطف خاص على عام لمزيته ، وهو الملائكة المعبر عنهم بمن الثانية كقوله تعالى : { تنزل الملائكة والروح } [ القدر : 4 ] أو نوع من الملائكة أو من فى السماوات والأرض الملائكة ، ومن عنده نوع منهم كالحافين حول العرش ، والعموم فى ذلك كله أولى كما فسرت الآية أولا ، ومعنى لا يستكبرون عن عبادته لا يتعظمون عنها ، ويعدون أنفسهم كبراء عنها . { ولا يسْتَحْسِرُونَ } يكلون عن العبادة ويفترون عنها لتعب ، إذ لا يصيبهم تعب ، والاستفعال هنا بمعنى الفعل كأنه قيل لا يحسرون أو للمبالغة على الأصل بمعنى انتفى الحسور انتفاء بليغاً ، كما هو وجه فى قوله تعالى : { وما ربك بظلام } [ فصلت : 46 ] أى انتفى الظلم عنه انتفاء بليغاً .