Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 40-40)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بل تأتيهم بغْتةً فَتبْهتُهُم فلا يسْتَطيعُونَ ردَّها ولا هُمَ ينْظَرُون } والعجلة ولو كانت بالطَّبع لا يكون التكليف بتركها تكليفاً بما لا يطاق ، لأنه عز وجل جعل لهم أسباباً يتوصلون بها الى تركها ، واستعجالهم استهزاء وإنكار وكذا طلب تعيين وقته ، أى متى وقوع هذه الساعة الموعود بها ، والجملة اسمية ، وقال بعض الكفوفيين : فعلية ، أى متى يأتى هذا الوعد ، والخطاب فى كنتم للنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وجواب الشرط محذوف ، أى إن كنتم صادقين فليأتنا به أو فلتأتونا به ، دل عليه ما قبله ، وليس كقولك : أقوم إن قمت ، مما نقول فيه يعنى عنه ما قبله ، ولا يقدر قوله : { لو يعلم } [ الأنبياء : 39 ] استئناف لبيان شدة هول ما يستعجلون به ، وإنما يستعجلون به لفرط جهلهم ، ويعلم للحال المستمرة إذ عدم علمهم مستمر ، ومقتضى الظاهر لو يعلمون حين الخ ، وضع الظاهر موضع المضمر ، ليصرح بكفرهم الذى هو علة استعجالهم ، وحين مفعول به ليعلم ، أى لو يعرف الذين كفروا نفس وقت لا يكفون ، أو نزل كاللازم ، أى لو كان لهم علم فيتعلق حين بمحذوف ، أى حين يرون ما يرون يعلمون حقيقة الحال ، وذلك حين لا ينفعهم ، أوالمفعول لفظ مجىء يتعلق به حين ، أى لو يعلم الذين كفروا مجىء الموعود حين لا يكفون . وجواب لو محذوف يقدر بعد قوله : { ولا هم ينصرون } [ الأنبياء : 39 ] هكذا لما فعلوا من لاستعجال ، أو لم يستعجلو وقدر بعضهم لسارعوا الى الإيمان ، وبعض لعلموا صحة البعث ، وهما ضعيفاً ، لأن المقام للاستعجال ، وقيل لو للتمنى على معنى من شأنهم ان يتمنوا المعرفة المحققة المستتبعة للعمل ، فلا جواب لها ، وهو ضعيف ، وما قيل من أن إضافة حين الجهل بعدها تنزيل لهن منزلة ما عرفوه ، لشدة ظهور حقيقته ، ينافيه قوله تعالى : { لو يعلم } [ الأنبياء : 39 ] وضمير تأتى لتلك الساعة المدلول عليها ، وهى فى أذهانهم وألسنتهم بالإنكار ، أو العدة المعلومة من الوعد ، أو لحين لتأويله بالساعة أو النار ، وذلك استدراك ببل ، على قوله عز وجل : { لو يعلم } [ الأنبياء : 39 ] أو تأتى الآيات بغتة ، لا على حسب اقتراحهم ، على أن الاستدراك متعلق بقوله : { لا يكفون } [ الأنبياء : 39 ] والعطف عليه ، وبغتة مفعول مطلق لتأتى لتضمنه معنى تبغتهم ، أو لمحذوف حال أى باغتة ، أو التقدير إيتان بغتة ، والبغتة الفجأة ، وتبهتهم تدهشهم ، أو تقلبهم ، وها فى قوله : { ردها } لما عاد إليه ضمير تأتى . وقيل : على البغتة ، ومعنى : { ولا هم ينظرون } لا يؤخرون لحظة للاستراحة . وقد أمهلوا فى الدنيا وضيعوا أعمارهم .