Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 47-47)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ونَضعُ الموازين القِسطْ } تمثيل لانتفاء أن ينقص شىء من الأعمال أو من الجزاء ، ولا ميزان حقيق كما قال الضحاك وقتادة ، ومجاهد ولأعمش ، وهو الحق ، ولا داعى الى العدول عنه مع ظهوره الى جعلها حقيقة وهو غير ظاهر لاحتياجه الى دعوى تجسم الأعراض ، أو الى وزن البطاقة ، وليست من الأعمال ، والى دليل من حديث ، ولا يوجد إلا ما وضع أو اتهم بالوضع ، فما الميزان إلا كيد الله وقبضته ، ونحو ذلك من المأول والجمع باعتبار الحسنات والسيئات . ومن قال : كموازين الدنيا ، فمن قائل : لكل أمة ميزان ، وقائل : لكل مؤمن موازين بعدد حسناته ، وشهر أنه واحد لكل المكلفين من الثقلين ، كفتاه كإطباق السماوات ، والجمع للتعظيم ، أو لتعدد الموزون كما يقال : شموس وأقمار ، لتعدد طلوعهما ، يأخذ جبريل بعموده ناظر الى لسانه ، وميكائيل أمين عليه ، وأن الحسنات أجسام نورانية ، والسيئات أجسام مظلمة ، وهل هو موجود ، الظاهر أنه سيوجد كالصراط على دعواهم . وروى أن داود عليه السلام سأل الله عز وجل أن يريه الميزان ، فأراه فغشى عليه ، وقال بعد إفاقته : من يقدر على ملئه فقال تعالى : يا داود أرضى أن يملئه عبدى بتمرة ، ولا ندرى أصح الحديث أم لم يصح ، وعلى صحته فهو تمثيل لما سيكون ، والقسط نعت به مبالغة ، أو يقدر وذات القسط ، أو مفعول من أجله ، أى لأجل القسط ، أى العدل ، والجملة عطف قصة على أخرى ، أو حال على تقدير قد ، أو نحن من الضمير فى ليقولن ، والربط بواو الحال . { ليَوْم القيامة } فى يوم القيامة متعلق بنضع أو بالقسط ، وقيل : تعليل أى لحساب يوم القيامة ، أو لأهل يوم القيامة ، وقيل : اللام للاختصاص ، ولا وزن للمشرك ، ومن يدخل الجنة بلا حساب { فلا تُظلمُ نفسٌ شَيئاً } مفعول مطلق ، أى لا تظلم ظلماً ما ، بزيادة سئة أو نقص حسنة أو نقص ثواب ، أو زيادة عذاب ، عما قضى الله ، أو مفعول به ، أى لا تنفع ثوابا أو حسنة أو مفعول مطلق ، أى لا تنقص نقصا ما فحذف المفعول به ومثله فى السيئة . { وإنْ كان } العمل المدلول عليه ، بوضع الموازين ، أو الشىء المذكور أنه لا يزاد ولا ينقص { مِثْقال حبَّةٍ من خَرْدل } أى ما يوازنها فى ثقلها { أتينا بها } أى بالمثقال : وأنت لإضافته لمؤنث ، وذلك المثقال هو العمل ، ومعنى الإتيان به الجزاء عليه بعد إحضاره أنه كذا ، ثم تذكرت أن قراءتنا رفع مثقال فاعلا لكان بلا خبر لها ، أى إن حصل مثقال حبة أحضرناه ، ويضعف أن يجعل أن وصلية ، وأتينا بها مستأنف . { وكَفَى بنَا حاسبِينَ } نا فاعل ، وحاسبين حال بمعنى داعين ، أو بمعنى مجازين على لأعمال ، وفى الترمذى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله سيخلص رجلا من أمتى على رءوس الخلائق يوم القيامة يُنْشَر له تسعة وتسعون سجلا ، كل سجل مد البصر ، ويقول له : أتنكر من هذا شيئا ؟ أظلمك كتبتى الحافظين ؟ فيقول لا يارب ، فيقول : ألك عذر ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول الله : بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم ، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله فيقال له : احضر وزنك فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم اليوم فتوضع السجلات فى كفة والبطاقة فى كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شىء " قلت : هذا مشرك ختم بكلمة الشهادة ، ومات قبل أن تقع عليه الفرائض ، أو فاسق ختم عمله بها مخلصا ، وأما الوضع فى الكفة فعبارة عن تجويد الحساب .