Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 7-7)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما أرْسلنا قَبْلك إلاَّ رجالاً نُوحَى إلَيْهم } رد على قولهم لا يكون النبى بشراً ، فهو متعلق قوله : { هل هذا إلا بشر مثلكم } [ الأنبياء : 3 ] وأخر عن جواب قولهم : { فليأتنا } مسارعة الى رد قولهم هذا الذى قالوه تعجيزا له صلى الله عليه وسلم ، ولأن الكلام على الإرسال يستدعى بسط متصلا يناسب بعضه بعضاً ، والمضارع للحال الماضية ، كأنها استحضرت لتشاهد ، والجملة نعت رجالا جىء به مدحاً لهم ، بأن الإرسال نعمة لرجال خصوا بها ، وفضيلة لا للملائكة { فاسألوا أهل الذِّكْر } أهل الكتاب التوراة والزبور والانجيل ، لتزول شبهتكم ، فتوقنوا أن الأنبياء والرسل بشر لا ملائكة ، وإخبار الجم الغفير يفيد العلم فى مثل هذا ، ولا سيما أنهم أعداء محمد صلى الله عليه وسلم وأصدقاءكم فى عداوته ، فلا يبقى لكم إلا تصديقهم ، فى أن الأنبياء والرسل بشر ، وليس المراد بأهل الذكر أهل القرآن ، فان كفار قريش أعداء المؤمنين بالقرآن لا يسألونهم ، وهم قد أنكروا عليهم { إنْ كنْتُم لا تعلمُون } شاع فى مثل ذلك أن أن يقال : الجواب محذوف دل عليه ما تقدم ، وليس كذلك ، فإنه لا حذف ، بل لا جواب فيه ، فانه استغنى عليه بما تقدم ، وأنه يقال محذوف لو أريد { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } { فاسألوا أهل الذكر } وليس تقديره بمراد ، فليس محذوفاً ، وإذا قلت : يقوم زيد إن قمت ، لم ترد يقوم زيد إن قمت يقوم زيد ، أو يقم زيد ، فكيف تقدر ما لا تريده ولا تعنيه .