Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 83-83)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وأيُّوب } عطف على نوحاً أو اذكر أيوب ، أو لا تنس أيوب إذا ذكرت لك شأنه ، وهو ابن أموص بن رزاح بن عيض بن إسحاق ، وقيل أمه بنت لوط ، ويقال أيوب بن أموص بن تارخ بن روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم ، ويقال كان أبوه مؤمناً بإبراهيم ، وقال ابن جرير ، كان بعد شعيب ، وقال ابن خيثمة : بعد سليمان ، وقال الكلبى : بعد يونس ، وهو من بنى إسرائيل فى قول ، وقيل من الروم ، وأنه لا نبى منهم إلا هو ، ويقال امرأته ما ضر بنت ميشا بن يوسف . { إذْ نادَى ربَّه أنِّى } بأنى { مسَّنى الضُّر } هو ما فى الناس من مرض وهزال نحوهما ، وبالتفتح يعم ذلك وغيره ، وقيل عامان سواء سلط الله عليه مرضا حتى كان كلحم فى وضم ، وحتى بولغ بأنه لم يبق إلا لسانه وقلبه وعيناه ، وتأويله أنه لم يصبهن مرض ، وأصاب باقى جسده ، وكان ملقى فى كناسة بيت المقدس ، لا يقربه أحد إلا زوجه رحمة بنت أفرائيم ابن يوسف ابن يعقوب ، وتسلط الدود فى جسده ، وتقع واحدة فيردها ويقال : كلى رزقك ، قلت : لا يصح هذا ، بل لا يجوز فكيف يفعله ويخرج فى بدنه مثل ثدى المرأة ، ثم ينفتق . قيل : سببه أنه استعان به مسكين على دفع ظلم ، فلم يعنه ، وقيل أجدب الشام فقال له فرعون : الحق بى فعندى سعة ، فأقطع له أرضا واتفق أنه دخل شعيب على فرعون وهو عنده وقال : أما تخاف أن يغضب الله فتغضب له السماوات والأرض والجبال والبحار ، ولم يعنه أيوب فقال الله عز وجلّ : اتسكت على إعانة شعيب على فرعون لأجل أن دعاك الى أرضه أنى أبتليك قال : فدينى ، قال : أسلمه لك ، فقال : لا أبالى والله أعلم بصحة ذلك . وكان غليظ البدن والأعضاء طويلها ، جميلاً ، وله سبعة بنين وسبع بنات ، وأصناف البهائم ، وخمسمائة فدان ، فى كل واحد عبد له بزوج وولد ، ويقال له ثلاثة آلاف بعير ، وسبعة آلاف شاة ، وذهب ذلك كله ، وصحة بدنه ، بقى كذلك ثمانى عشرة سنة ، أو ثلاث عشرة ، أو سبعاً أو ثلاثا أو سبعة أيام وسبع ساعات ، وعمره إذا ذاك سبعون أو ثمانون أو أكثر ، وعمره كله ثلاث وتسعون أو أكثر ، وسبب دعائه أن إبليس أتى زوجه فى صورة عظيمة ، وقال : أنا إله الأرض ، غضبت على زوجك إذ عبد إله السماء دونى ، فإن سجدت لى سجدة أرده الى حاله ، فأخبرت أيوب بذلك ، فقال : لعلك افتتنت باللعين وطردها ، وحلف لا يقبل طعامها وشرابها ، ولئن عفانى الله لأضربنك مائة سوط ، فبقى فريداً ، فحينئذ قال : { رب إنى } الخ . وعن الحسن مر به رجلان فقال أحدهما للآخر : لو أحبه الله لم يفعل به هذا ، فقال : { رب } إلخ ، ومثله ما قيل إنه لو كان نبيا لم يفعل الله تعالى به ذلك ، وعن أنس عنه صلى الله عليه وسلم : " نهض ليصلى فلم يقدر فقال رب إنى مسنى الضر " . { وأنت أرْحَم الراحِمِين } أرحم من كلّ راحم ، وكل رحمة من مخلوق رحمة من الله ، خلقها على يده ، وذلك دعاء بألطف وجه وأبلغه ، إذ لم يقل : اشفنى أو أزل عنى هذا الضر ، ومن هذا الباب أن امرأة شكت الى بعض ولد سعد بن عبادة قلة الفأر فى بيتها ، فقال : املئوا بيتها خبزاً وسمنا ولحما ، تريد ما فى بيتى ما يأكل الفأر .