Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 18-18)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ألَم تَرَ } ألم تعلم يا من يتأتى منه العلم ، والآية بيان لقوله : { إن الله يفصل بينهم } [ الحج : 17 ] بتعذيب فريق بعمله ، وإهانته وإصابة آخر بعمله وإكرامه ، أو تقرير لقوله : " شهيد " أو تفريع على اختلاف الكفرة مع وجود الصارف الى الإيمان { أن الله يسْجُد له من فى السَّماوات ومن فى الأرض } ينقادون له فى خلقه إياهم ، وتصرفه فيهم لا يتعارصون ، أو السجود مجاز عن دلالة لسان حال الأشياء بذلتها ، وافتقارها على صانعها وعظمته عز وجل ، ومن عمت العقلاء وغيرهم فعطف قوله : { والشَّمسْ والقَمْر والنجوم والجبالُ والشَّجَر والدواب } عطف خاص على عام لشهرة هذا الخاص ، واستبعاد الجاهل إذا عانه بالسجود ، ولأنه عبد من دون الله ، عبدت حِمْير الشمس ، وكنانة القمر ، وتميم الدبران ، ولخم وقرش الشعرى ، وطيئ الثرياء ، وأسد عطارد ، وبيعة المرزم ، وأكثر العرب الأصنام المنحوتة من الحجر ، وقد ذكر الجتال وغطفان العزى ، وهى شجرة وقد ذكر الشجر ، ومن الناس من عبد البقر وقد ذكر الدواب { وكثيرٌ من النَّاس } فاعل المحذوف ، أى ويسجد له كثير من الناس سجود الصلاة والتلاوة والشكر والدعاء ، دل عليه يسجد ، ولو اختلف معناهما لحصول الملازمة والمناسبة ، لأن فى سجود العبادة سجود الانقياد ، فهو كقولك زيداً ألبست غلامه أى أكرمت زيداً ، وعمراً ضربت غلامه ، أى أهنت عمراً ، فليس كقولك : زيد ضارب بالعصا ، وعمرو ، تريد وعمرو ضارب أى مسافر فضلا عن أن يمنع ، ولك العطف بلا تقدير ، فما المعنى يسجد له بالانقياد الناس كلهم وغيرهم ، وكثير منهم بالانقياد بسجود الوجه أيضاً ، بل قد أجاز بعض استعمال المشترك فى معنييه ، وبعض استعمال للفظ فى حقيقته ومجازه ، ويجوز تقدير : وكثير من الناس حق له الثواب مقابلة لقوله : { وكثير حقَّ عليه العَذاب } ويبعد التفسر بقولك وكثير من الناس والمعتبرين لتقواهم وصلاحهم ، غير المتقى ، كأنه ليس من الناس كما تقول زيد الرجل تريد الكمال على أن يكون كثير مبتدأ خبره حق عليه العذاب ، أى لا يسجد ، فالمعنى وكثير من الناس يسجد عبادة ، وكثير لا يسجد فعبر عنه بحق عليه العذاب ، وهؤلاء لازمه وسببه ، ويجوز على بعد عطف كثير على كثير ، على أن حق الخ نعت الثانى ، وكلاهما ساجد عبادة ، لكن الثانى سبقت له الشقاوة ، أو يسجد لله ، ويسجد للأصنام ، والكلام على الجن كالكلام علىالإنس ، لأن الصواب القول بأنهم مكلفون ، وزعم بعض أن الناس الجن ، وورد فى كلام العرب نحو جاء ناس من الجن . { ومََن يُهن الله } بالخذلان والشقوة لعمله { فمالَه مِنْ مُكرم } يسعده { إنَّ الله يفْعَل ما يشاءُ } من إكرام وإهانة وغيرهما .