Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 19-19)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هذان خصمان } الفريق المؤمن والفريق الكافر الشامل للخمس ، قاله ابن عباس رضى الله عنهما ، ومجاهد وعطاء ، والحسن عاصم والكلبى ، وأخرج ابن جرير ، وابن مردوية عن ابن عباس أنهما اليهود المؤمنون ، وأخرج البخارى ومسلم ، والترمذى وابن ماجه ، والطبرانى وغريهم ، عن أبى ذر رضى الله عنه : إنه كان يقسم أن الآية فى الثلاثة : حمزة وعبيدة بن الحارث وعلى ، والثلاثة المحاربين لهم يوم بدر : عتبة وشيبة ابنى ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وقيل الجنة النار ، واعترض الأقوال الثلاثة بقوله تعالى : { اختصموا فى ربهم } لأن اختصام الجنة والنار ، بأن النار تقول : خلقنى الله للأقوياء الجبارين ، والجنة تقول : خلقنى الله لأحبابه ، والثلاثة قاتلوا الثلاثة بلا خصام ، واليهود قالوا : نحن أفضل لقدم ديننا ونبينا ، والمؤمنون قالوا : نحن أفضل لأنا آمنا بنبيكم وكتابكم ، وكما آمنا بنبينا وكتابنا ، وأنتم كفرتم بهما حسداً ، وليس شىء من ذلك اختصاماً فى الله ، وقد يجاب بأنه يستلزم الخصام فى الله . { فالَّذين كفروا قُطِّعت } شدد للمبالغة { لَهْم ثيابٌ من نارٍ } طبقات منها متراكمة على قدر أجسامهم ، كتراكم الثياب بعض على بعض ، وليس فى ذلك استعارة تمثيلية ، بل الاستعارة فى ثياب فقط ، وعن سعيد بن جبير : أن الثياب قطع من نحاس مذاب ، وإذا حمى فى النار النحاس فلا شىء أحر منه ، وهى كسوة قبيحة كما قال وهب : يكسى أهل النار والعرى خير لهم ، ثم إن كانت تلك الطبقات أو ذلك النحاس مقطعة قبل نزول الآية ، فالماضى على حقيقته فى المضى ، ونفس التقطيع ، وإلا أريد بالتقطيع القضاء بها ، أو اعدادها فى اللوح المحفوظ وعلمه تعالى ، فالماضى على حقيقته فى المضى مجاز فى التعبير عن الأعداد أو الفضاء بالمسبب واللازم عن السبب والملزوم ، والنار والجنة ، وجدتا الآن ، وليس فى ذلك تعبير بالماكى لتحقق وقوعه على أنه لا مانع من أنهما موجودتان ، التقطيع مؤخر الى يوم القيامة ، فيكون عبر بالماضى فتحقق الوقوع بعد ، اللام للاستحقاق ، أو للفائدة تهكماً بهم : أو على التعليل على حذف مضاف ، أى لتعذيبهم ، وكذا فى قوله : { ولهم مقامع } [ الحج : 21 ] ويضعف أن تكون فيهما بمعنى على . { يُصبُّ مِنْ فوق رءوسهم الحميمُ } الماء البالغ النهاية فى الحرارة إذا طلبوا الماء للشرب أو خطر فى بالهم ، لو سقط منه نقطة على جبال الدنيا كلها لإذابتها ، ذكره ابن عباس وهو المشهور ، وقال سعيد بن جبير : النحاس المذاب ، وذكر من بيانا لشديد الصب ، بأنه يعم الفوق كله ، وتلويحا الى أنه ينتهى أثره الى أسفله ، والجملة مستأنفة ، أو حال مقدرة من هاء لهم ، لأن الصلب لم يوجد الآن ، ولو وجد التقطيع أو خبر ثان للذين .