Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 61-62)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أولئك } العالى الرتب { يُسارعُون فى الخيراتِ } الجملة خبر إن ، والمراد خيرات الآخرة ، وقيل الدنيا والآخرة ، لقوله تعالى : { فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسنَ ثواب الآخرة } [ آل عمران : 148 ] وقوله : { وآتيناه أجره فى الدنيا وإنه فى الآخرة لمن الصالحين } [ العنكبوت : 27 ] وهو ضعيف ، لأن الله جل وعلا يمدحهم بالمسارعة الى الدنيا ، وفى للاشارة الى أنهم متقلبون فيها ، لا أنهم خارجون عنها يسارعون إليها ، كما فى قوله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم } [ آل عمران : 133 ] الخ . { وهم لها } إليها متعلق بقوله : { سابقون } غيرهم من الكفار ، بأن نالوها دونهم ، ويجوز أن يراد بالخيرات الطاعات ، أو سابقون غيرهم من السعداء ، فهم نائلون ما دون تلك الدرجات ، كما قال : { ولا نُكلِّف نفساً إلا وُسْعها } طاقتها من العبادة ، فمن لم يبالغ فى العبادة فدرجته دون درجة من بالغ ، ومن لم يطق المبالغة نال بنيته ما نال المبالغ ، كما ينال المتيمم لعذر ما ينال الغاسل والمصلى قاعداً أو مضطجعاً ، لعذر ما ينال المصلى قائماً { ولدينا كتابٌ } شامل لما فى فى كتب المكلفين كما قال الله عز وجل : { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } [ الجاثية : 29 ] واستعار النطق للاظهار ، واشتق منه ينطق بمعنى يظهر . { ينْطقُ بالحقِّ } هو ما طابق الواقع ، وقيل الكتاب القرآن ، ويبعده لفظ لدينا { وهم لا يظلمون } بنقص الثواب ، أو زيادة العقاب ، عما يستحقونه بأعمالهم المكتوبة ، أو زيادة عمل سوء لم يعملوه ، أو نقص عمل طاعة قد عملوه ، أو بتكليف ما لا يطيقونه .