Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 69-70)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أمْ لَم يعرفوا رسُولَهم } إضراب انتقالى الى توبيخ آخر ، بمعنى أنه من قد عرفتموه بالأمانة من صغره ، وتلقبونه بالأمين ، من ذلك حديث اتفاقهم على أنه من جاء اولا من زقاق كذا فهو الذى يضع الحجر فى موضعه ، فخرج فقال : هذا الأمين جاء ، وحديث خطبة أبى طالب فى رؤساء قريش إذ قال : الحمد لله الذى جعلنا من ذرية إبراهيم ، وزرع إسماعيل ، وضيضئ معد ، وعنصر مضر ، وجعلنا حضنة بيته ، وسواس حرمه ، وجعل لنا بيتا محجوجاً ، وحرما آمنا ، وجعلنا الحكام على الناس ، ثم إن ابن أخى هذا محمد بن عبد الله ، يوزن برجل إلا رجح به ، فإن كان فى المال قُلّ فإن المال ظل زائل ، وأمر حائل ، ومحمد من قد عرفتهم قرابته وقد خطب خديجة بنت خويلد ، وبذل لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالى كذا أو هو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل . { فَهُم له } لدعواه ورسالته { منْكرُونَ } بسبب عدم معرفتهم له ، أو لم يعرفوه ، وتوبيخ آخر هو قوله : { أم يقولون به جنَّةٌ } فذلك توبيخان متعلقان بالقرآن وتوبيخان متعلقان به صلى الله عليه وسلم ، ليس الأمر كما زعموا { بل جاءهم بالحقِّ } الصدق الثابت ، وهو دين الإسلام الذى فى القرآن { وأكثرهم للحق كارهون } قيل معناه كلهم كما وردت القلة بمعنى نفى الكل ، والأولى بقاء الأكثر على ظاهره ، لأن من قريش من لم يكره الحق لذاته ، بل يحبه ويخاف من قومه ، وكذا بقى على ظاهره أن رد الضمير الى الناس مطلقاً لكنه خلاف الظاهر ، أو اعتبرنا من سيؤمن من قريش فى عصره صلى الله عليه وسلم ، وأل فى الحق للعهد الذكرى ، ولم يضمر إظهاراً لذمهم او للجنس .