Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 71-71)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولو اتَّبع الحقُّ أهواءَهُم } وأل للحقيقة ، وهو مطلق ما يجئ به محمد صلى الله عليه وسلم ، مع قطع النظر عن انه القرآن او التوحيد ، لأن القرآن الذى هو كما نعرفه ، أو التوحيد لا يتصور ان يكون موافقاً لهواهم ، لأنه غير هواهم ونسبة ، الاتباع الى الحق مجاز فى الاسناد ، أو يقدر مضاف ، أى صاحب الحق وهو الله عز وجل ، او محمد صلى الله عليه وسلم ، أو الحق الله عز وجل ، كما قاله أبو صالح وابن جريح وقتادة . { لَفَسدت السَّماوات والأرض } الأرضون { ومن فيهنَّ } خربُوا وقامت الساعة ، أو فسدت وفسد العقول دون قيام الساعة { بل أتيناهم بِذكْرهِم } الباء للتعدية ، أى جعلنا ذكرهم آتيا وهو القرآن ، فإنه فخر لهم ، كما قال الله عز وجل : { وإنه لذكر لك ولقومك } [ الزخرف : 44 ] أو الذكر هو الذى لو لم يأتهم لقالوا : { لو أن عندنا ذكراً } [ الصافات : 168 ] الخ جعله الله القرآن ، وعن ابن عباس الذكر الوعظ ، كما قرأ قالون : ذكرهم بالألف ، والواجب عقلا وشرعا على العاقل أن يقبل ما هو له من الله شرف ، وفرع ورتب على نكوصهم واستكبارهم وإهجارهم وغير ذلك ، مما ذكر بقوله : { فهم عن ذكرهم مُعرضُون } لا عن غير ذكرهم ، وأظهر الذكر ولم يضمر له تعجيبا منهم ، وزيادة فى ذمهم ، وتنزيلا لهم منزلة من لا يعرف صلاحة ، كالمجنون والدابة فى بعض أحوالها ، أو ذما لهم بأن الدابة تعرف صلاحها ، وهم لا يعرفون صلاحهم .