Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 40-40)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أو كظلمات } أو لتقسيم أعمالهم أو للتنويع أو للتخيير ، وجه التقسيم أن حسناتهم بعضه كسراب ، وهو ما كان طاعة لا تنفعهم لشركهن ، وكذا لا ينفعهم ما ليس طاعة ، وبعضها كظلمات وهو المعصية التى تقربوا بها الى الله عز وجل ، أو أعمالهم مطلقاً كالسراب فى الآخرة لعدم النفع ، لقوله : { ووجد الله } الخ ، وكالظلمات فى الدنيا لخلوها من نور الحق لقوله : { ومن لم يجعل الله } الخ أو شبهها بالسراب فى الدنيا حال الموت ، وبالظلمات فى القيامة ، كما روى : " الظلم ظلمات " والتقسيم باعتبار الوقتين ، ووجه التنويع أن بعضا كسراب ، وبعضا كظلمات ولا عقاب على ما هو حسنة ، ووجه التخيير على جوازه فى غير الطلب أنك إن شبهتها بالسراب أصبت ، أو بالظلمات أصبت ، نحو : زيد وعمر كلاهما محتاج ، تكريم زيداً أو تكريم عمراً . { فى بحر لجىّ } ذى لج ، واللج معظم ماء البحر ، وكذا اللجة ، والأول أولى ، لأن الأصل عدم الحذف ، ولو اتحد المعنى وفى النسب الى اللجة حذف التاء ، ولو كان قياسياً شهيراً { يغشاه موجٌ } يغشى هذا البحر جزء منه متحرك ، فالمغشى أكثر البحر ، والغاشى بعضه وهو الموج { من فوْقِه } فوق الموج { مَوجٌ } آخر مبتدأ أو خبر ، والجملة نعت موج او من فوقه نعت ، وموج فاعل لقوله : " من فوقه " والمراد تعدد الأمواج ، ويجوز أن يكون الموج بالمعنى المصدرى فالمغشى كل البحر { من فَوقه } أى فوق هذا الموج الثانى { سَحابٌ } ساتر لضوء النجوم والقمر ، كأنها بلغت السحاب . { ظلماتٌ } هى ظلمات ، أو ذلك ظلمات { بعضها فوق بعضٍ } كقوله تعالى : { نور على نُور } [ النور : 35 ] { إذا أخْرج يَده } من ثيابه أو من حيث هى الى جهة السماء قرب عينيه { لَم يَكَد يراهَا } لم يقرب أن يراها ، فضلاً عن أن يراها فليس يكاد زائدة وجملة ، إذا وشرطها وجوابها نعت ظلمات ، وإنما الممنوع أن يكون خبرا أو حالا او صلة أو نعتا أداة الشرط ، والشرط أو كلاهما مع الجواب الذى هو أمر او نهى ، أونحوهما ، والرابط محذوف ، أى إذا أخرج فيها يده ، ونفى كاد نفى ، وإثباتها إثبات ، والنفى فى الماضى لا يوجب الاثبات فى المستقبل ، وكذا العكس ، وإذا استعمل لم يكد يكون مع أنه كان ، فمعناه أنه وقع بعد ما بعد من الوقوع ، وذلك إن كان دليل الوقوع ولو قيل هنا : المراد لم يرها الا بعد امتناع شديد لقيل أى دليل على ذلك ، وشرط الرؤية أن يكون الرائى فى ضوء أو يكون مرئية مضيئا ككوكب ، وكنار فى بعيد وأنت فى ظلمة ، وأما عدم رؤية النجوم نهاراً فلذهاب ضوئها بضوء الشمس عنا ، ولو كانت نهاراً على حالها ليلا . { ومَن لَم يجْعَل الله له نُوراً } هدى { فماله منْ نُور } هدى من أحد له ، أو من لم يكن له هدى فى الدنيا ، فهو يوم القيامة فى ظلمه ، أو من لم ينوره الله يوم القيامة بعفوه لتوفيقه فى الدنيا ، فلا نور له يوم القيامة ، أى لا رحمة له .