Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 4-4)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والذين } منصوب على الاشتغال باجلدوا محذوفا ، والفاء صلة ، والاشتغال من باب التوكيد اللفظى ، كأنه قيل : واجلدوا الذين { يرمون المحصنات } أى غير أزواجهم لقوله تعالى : { والذين يرمون أزواجهم } [ النور : 6 ] الخ اجلدوهم ثمانين جلدة ، والرمى مجاز استعارى عن الشتم تشبيها بالضرب بالحجر أو السهم ، والمراد الرمى بالزنى كما يدل له ذكر المحصنات ، وذكر الزنى قبل ، وقوله : { ثم لم يأتُوا بأربعةِ شُهداء } فإنه يدل أنه لو أتو بأربعة شهداء لنجوا ، وعوقبت بحد ، والأربعة شرط فى الزنى لا غيره ، والمراد بالمحصنات النساء المحصنات ، ويلحق الرجال المحصنون بهن قياساً جلياً وبالحديث : " ولا يقدر الفروج المحصنات " لأنه لا يتبادر رمى الفروج ، ولو قدرنا النفوس المحصنات لشملت الآية الرجال . والإحصان العفة عن الزنى مع البلوغ والحرية ، قيل والاسلام ، وخص الذكور فى جانب الرامى ، إذ قال : { الذين يرمون } والاناث فى جانب المرمى ، إذ قال : { المحصنات } اعتبار للواقعة ، لأن الآية نزلت فى امرأة عويمر ، أو فى قصة الإفك ، والرامى فيهما ذكر والمرمى انثى ، والعفة تثبت بإقرار القاذف ، أو شاهدين ، أو شاهد وشاهدتين ، وقيل : يحد قاذف الذمى ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من قذف ذمياً حد يوم القيامة بسياط من نار " . { فاجلدوهم ثمانين جلدةً } إن كانوا أحراراً ، وإن كان القاذف عبداً أو أمة أربعين ، والسوط ذو الرأسين تعد الضربة به ضربتين فى المائة ، وفى الثمانين ، وفى الأربعين ، وغير ذلك ، ولا يحد قاذف امرأة لها ولد لا يعرف له أب ، ولا قاذف الأخرس ولا المجنون القاذف ، ولا السكران ، إلا إن سكر بمحرم ، ولا المكره على القذف قيل : ولا القاذف ، فى دار الحرب والحربى الداخل دار الإسلام ، فقذف فيها أحدا ، ولا حد فى التعريض بالقذف خلافاً لعمر وعلى ، كقولك لرجل : ما أنا بزان ، أو ما أمى زانية ، تشير الى أنه زان أو امه زانية ، وإن شهد أربعة فساق بصدق القاذف فى قذفه فلا حد عليه ولا عليهم ، ولا على المقذوف ، وإن حد القاذف فعاد الى كلامه الأول حد ، وقيل : لا كما قيل : حد أبو بكرة قذفه المغيرة ، وعاد الى ذلك القذف فى المجامع يقول فيها : المغيرة زان ، فأراد عمر حده فمنعه على فامتنع . { ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً } مدة حياتهم مطلقاً ، وقيل تقبل إن شهدوا قبل الشروع فى الجلد ، أو قبل تمامه ، وقيل تقبل قبل الشروع ، وقيل ما لم يقم أكثره { وأولئك هم الفاسقون } الكاملون فى الفسق ، حتى كأنه لا فاسق سواهم ، وذلك لصيغة الحصر ، وأشير بصيغته لبعدهم عن الحق ، وفسقهم عند الله وعند الخلق ، اما عند الله فلأنهم أتوا بما لا يعذرون فيه بدون أن يهيئوا من يصدقهم ، ولو صدقوا فى الواقع ، ولا سيما إن كذبوا ، وأما عند الخلق فلعدم بيان لهم ، ويحتمل أن المراد أن الحكم الشرعى إن تحكموا عليهم بالفسق لعدم الشهادة .