Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 54-54)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُل } للمنافقين المذكورين { أطيعُوا الله وأطيعُوا الرَّسُول } كرر للتأكيد ، ولأنه أمر بطريق التكليف بالشرع ، والأول بطريق الرد { فإنْ تَولَّوا } خطاب بحذف إحدى التائين للمنافقين الذين أمر صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، غير داخل فى القول ، وإلا قال على ما حملت ، والمراد تولوا عن الاطاعة أو عن تبليغك أو عن قولك ، وحذف لعلم بأنه مسارع فى ذلك ، فلم يبق إلا أن يقال : هل تولوا أو قبلوا . { فإنَّما عليه } الجملة قامت مقام الجواب ، أى لم يضره توليكم لأنه إنما عليه { ما حُمِّل } أى حمله ، كلفه الله حمله مع ثقله لشدة العمل ، وشدة الوحى عليه صلى الله عليه وسلم ، أو المراد بتحميله أمر الله إياه به ، فعبر بالتحميل مشاكلة لقوله : { وعَليْكم ما حُمِّلتم } أى حملتموه ، كلفتم به مما يثقل عليكم ، لأنه عمل حادث عليكم مخالف لأغراضكم ، وهو حامل لما حمل فينجو ويعذر ، وإن لم تتحملوا أهلكتم أنفسكم ، وقدم هذا الترهيب لأنه أليق بمزيد عتوهم ، لملابستهم ما يوجب العقاب ، بخلاف ترك التولى فأخره فى قوله : { وإنْ تطيعوه } فى أمره مع أنه المقصود بالذات ، ليكون نتيجة للترهيب ، والهاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن المباشر ، وأقرب ، وأجيز أن يكون لله عز وجل لأن أمر الرسول أمر من الله ، والاهتداء الوصول الى كل خير ، النجاة من كل سوء { وما على الرسول } محمد صلى الله عليه وسلم ، وآل للعهد الذكرى ، وهو المتبادر أو لجنس الرسل المعهود فى الأذهان ، فيكون كالبرهان والاحتجاج عليهم ، كأنه قيل : هذا ما جرت عليه عادتنا فى الأمم ورسلهم ، فهكذا على محمد صلى الله اليه وسلم ، وهكذا عليكم { إلاَّ البلاغ } تحصيل البلاغ ، أو اسم مصدر أى ما على الرسول إلا التبليغ . لكل ما لا بد منه { المبين } الواضح أو الموضح لما خفى .