Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 56-57)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأقيموا الصلاة وآتوا الزَّكاة وأطيعو الرَّسول } يسوغ العطف على أطيعو الله وأطيعوا الرسول ، فهو داخل فى القول ، ولو كثر الفصل ، لأن لما فصل مناسبة ، والأولى العطف على محذوف مفرع على قوله : { وعد الله } [ النور : 55 ] الخ هكذا فآمنوا واعملوا الصالحات ، وأقيموا الصلاة ، وهذه الفاء فى جواب شرط ، أى إذا كان الوعد ذلك فآمنوا ، أو لمجرد السببية لا العطف ، أو يقدر كذلك فلا تكفروا ، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، وأطيعوا الرسول فى كل ما يأمركم به ، أو فى سائر ما يأمركم به بعد الصلاة والزكاة . لعلَّكُم تُرحَمون فى الدنيا والآخرة ، وأكد الوعد السابق بتوهين الكفرة فى قوله عز وجل : { لا تحْسبنَّ الَّذين كَفرًوا معجزين } غالبين الله عما أراد من إهلاكهم وغيره { فى الأرْض } فى أى موضع كانوا ، الخطاب لكل من يصلح له ، وهو من يحسب أن الكفرة يسبقون الله فيما أراد لضعف إيمانه أو جهله أو إضماره الشرك ، وليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل التعريض لغيره ، لأن الحمل على مثل هذا فيما فيه أن الخطاب له ، مثل قوله تعالى : { ولا تكوننَّ من المشركين } [ الأنعام : 14 ] . { ومأواهم النار } موضع رجوعهم ، ولا يجوز ان يكون مصدراً لأنه لا يصح إلا بتقدير مضاف ، أى موضع رجوعهم ، وهذا المعنى موجود فى جعله اسم مكان بلا احتياج الى تقدير مضاف ، فلا حاجة الى جعله مصدراً بلا دليل ، والجملة حال من الذين لسلامته من التأويل والحذف من قول سيبويه بعطف الأخبار على الطلب ، بلا تأويل ، أو بتأويل الطلب بالأخبار ، أى هم غير معجزين ، ومن عطفه على محذوف أى هم مقهورون فى الدنيا بالاهلاك ، ومأواهم النار ، وهم مغلوبون فيها ، وإنما قدرت المحذوف بلا فاء لئلا يحتاج الى الكلام عليها . { ولبئس المَصِيرُ } هى أى وبالله لبئس ، والواو أولى ، لأنها الأصل فى القسم ، ومتفق على جواز القسم بها ، ولو تلتقى وأوان هى العاطفة قبلها المذكورة ، ولا سيما أنها محذوفة .