Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 15-15)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل } يا محمد لهم { أذلك } المذكور من السعير ، وما وصفت به من التغيظ والزفير ، والتضييق فيها والقرن ودعاء الثبور { خيرٌ أم جنةُ الخلد الَّتى وُعد المتَّقون } الاستفهام تفريع وتهكم ، وخير اسم تفضيل على ظاهرة جرياً على ذلك التفريع والتهكم ، فإنه لا نفع فى ذلك ، بل ضر فضلا عن أن يكون افضل من جنة الخلد ، ويجوز أن يراد ذلك أكبر فى ضره ، أم جنة الخلد فى نفعها كقولك : العسل أعظم فى حلاوته من الخل فى حموضته ، أى اشتد حلاوة العسل أكثر مما اشتد الخل فى حموضته فحينئذ يكون الاستفهام تقريراً كما إذا أخرجنا خير عن التفضيل ، او قلنا بمعنى نفع ، وفى ذلك مطلق تحسير لهم ، ولا يتكرر ذكر الخلد مع خالدين تأكيداً ، لأن الخلد هنا منسوب للجنة ، وخالدين لأهلها إذ قد يملك الانسان ما لم يره ، ولا يدخل فيه كمن ملك جنة فى بلد بعيد ، والمتقون مطلق الموفين بدين الله ، وهم غير من أصر ، ولاحظ للمصر فيها ، رابط الموصول محذوف أى وعدها مفعول ثان ، والأول المتقون نائبان الفاعل . { كانت } فى علم الله أو فى اللوح المحفوظ ، أو فى كتبه المنزلة ، أو ستكون فعبر بالماضى لتحقق الوقوع { لهم جزاءً } على أعمالهم لتفضل الله عليهم بالجزاء عليها ، مع أنها اضمحلت فى مقابلة الانعام عليهم ، وأنها باقدار الله عز وجل لهم { ومَصيراً } ينقلبون إليها ، إذ قد يعطى الملك إنساناً ملكاً ، ولا يصير اليه ، بل قد ينتفع به من بعيد ، والجملة حال من جنة أو من الرابط المحذوف أو مستأنفة للتعليل .