Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 60-60)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذا قِيلَ } قال الله عز وجل بالوحى او رسوله صلى الله عليه وسلم { لهم } للكفار { اسْجُدوا للرَّحْمن } اخضعوا له بالايمان والعبادة ، أو اسجدوا بوجوهكم فى الأرض تقرباً إليه ، أو صلوا فانه شديد الرحمة وعظيمها ، لا تخيبون من ثوابه { قالوا } تجاهلاً وعناداً { وما الرَّحمن } أهو ذوى العلم ، أو من الجمادات والبهائم ولذا كان السؤال بما ، وهذا غاية الكفر ، وقد علموا أنه أراد الله عز وجل كما قال فرعون : { وما رب العالمين } [ الشعراء : 23 ] حين قال له موسى عليه السلام : " إنى رسول رب العالمين " ومعلوم لهم أنه لا يأمرهم بالسجود لرحمن اليمامة ولا لغيره مما سوى الله عز وجل ، ويجوز أن يكون ما للفظ ، أى ما هذا اللفظ وهو لفظ الرحمن ، واللفظ لا يتصف بالعلم ، فكان السؤال بما ، وذلك أيضاً لأنهم عالمون بأن مراده الله ، وهو لفظ من معنى الرحمة . { أنسْجُد لما تأمُرنا } ما مصدرية ، أى أنسجد له لمجرد أمرك إيانا بلا معرفة له ما هو ، ولا دليل ، وإن جعلنا ما اسما موصولاً أو نكرة موصوفة فقد أجاز بعضهم حذف عائدها ، ولو مجروراً بحرف لم يجر به الموصول ، أو النكرة أو جر ولم يتحد المتعلق فيقدر : أنسجد لما تأمرنا به أى بسجود له ، ثم صار بسجوده ، ثم سجوده ، ثم تأمرناه ، ثم تأمرنا ، أو حذف ذلك دفعه { وزادَهُم } أى الأمر بالسجود ، وإسناد الزيادة للأمر مجاز وهذا اولى لكونه فى الآية من كون الفاعل ضمير السجود الذى سجده النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فتباعد المشركون عنهم استهزاء ، فانه واقعة حال لا تلاوة لها { نُفُوراً } عن الايمان .