Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 67-67)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والَّذين إذا أنْفقُوا } أرادوا الإنفاق { لم يُسْرفُوا ولم يقْتَروا } أو إذا أنفقوا لم يوجدوا مسرفين ولا مقترين ، والإسراف أن ينفق ماله كله أو إلا قليلا لا يكفيه حاله ، فيبقى يتكفف الناس ، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وقال عز وجل : { ولا تبسطها كل البسط } [ الإسراء : 29 ] قال الحسين بن الفضل ، وافق قول العرب خير الأمور أوسطها ، قوله تعالى : { لا فارض ولا بكر } [ البقرة : 68 ] الخ وقوله تعالى { والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } وقوله تعالى : { ولا تجعل يدل مغلولة } [ الإسراء : 29 ] إلخ وقوله : { ولا تجهر بصلاتك } [ الإسراء : 110 ] الخ ووافق قولهم : من جهل شيئا عاداه قوله تعالى : { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } [ يونس : 39 ] وقوله تعالى : { وإذ لم يهتدوا به } [ الأحقاف : 11 ] الخ ، ووافق قولهم : احذر شر من أحسنت اليه قوله تعالى : { وما نقموا إلاَّ أنْ أغناهم الله ورسوله } [ التوبة : 74 ] الخ . ووافق لهم : ليس الخبر كالعيان قوله تعالى : { أو لم تؤمن قال بلى } [ البقرة : 260 ] الخ ، ووافق قولهم : البركات فى الحركات قوله : { ومن يهاجر فى سبيل الله } [ 4 : 100 ] الخ ووافق قولهم : كما تدين تدان قوله تعالى : { من يعمل سوءاً } [ النساء : 123 ] الخ ، ووافق قولهم حين تغلى تدرى قوله تعالى { فسوف يعلمون إذْ الأغلال } [ غافر : 70 - 71 ] الخ وقوله تعالى : { وسوف يعلمون حين يرون } [ الفرقان : 42 ] الخ . ووافق قولهم : لا يلدغ الرجل من جحر أفعى مرتين قوله تعالى : { هل آمنكم } [ يوسف : 64 ] الخ ووافق قولهم من أعان ظالماً سلط عليه قوله تعالى : { كتب عليه أنه من تولاه } [ الحج : 4 ] الخ ، ووافق قوله : لا تلد الحية إلا حية قوله تعالى : { ولا يلدوا إلاَّ فاجراً كفاراً } [ نوح : 27 ] ووافق قولهم للحيطان آذان قوله تعالى : { وفيكم سماعون لهم } [ التوبة : 47 ] ووافق قولهم : الجاهل مرزوق ، والعالم محروم ، قوله تعالى : { من كان فى الضلالة } [ مريم : 75 ] الخ ووافق قولهم الحلال يأتيك قوتاً والحرام جزافاً قوله تعالى : { إذ تأتيهم حيتانهم } [ الأعراف : 163 ] الخ ، وبعض ذلك فى الحديث ، أو أخذه صلى الله عليه وسلم من كلام العرب ، وإذ وافق الحق والإقتار تضييق الشحيح ، أو الإسراف الإنفاق فى المعاصى ، والإقتار الإمساك عن إتمام طاعة ، مثل أن يعطى بعض الزكاة دون بعض ، وجارا دون جار ، ولا يشبع ضيفه ، ويبعد ما قيل الإسراف الإنفاق من مال غيرك ، والأولى أولى ، ويضعف غيره أو يبطله قوله تعالى : { وكان } الانفاق { بين ذلك قواما } إذ لا يحسن أن يقال كان بين الانفاق من ماله ، والانفاق من مال غيره قواما ، ولا بين الانفاق فى المعاصى وعدم الإتمام سواء ، ولو أمكن قال عبد الملك بن مروان : إذ زوج بنته لعمر بن عبد العزيز ما نفقتك ؟ قال الحسنة بين السيئين ، ويقال أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يأكلون طعاماً للتلذذ ، ولا يلبسون ثياباً للجمال والزينة ، ولكن سد الجوعة وستر العورة ، قال عمر رضى الله عنه : كفى سرفاً أن لا يشتهى الرجل شيئاً إلا أكله ، وروى إلا اشتراه فأكله ، ومعنى قواما عدلا ، كل واحد يقاوم الآخر .