Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 68-68)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والَّذين لا يدعون معَ الله إلٰها آخر } لا يعبدون غيره { ولا يقتْلوْن النفَّس الَّتى حرَّم اللهُ } أى حرم قتلها فحذف مبالغة فى التحريم { إلاَّ بالحقِّ } لكن يقْتلون النفَّس بالحق ، وهى النفس التى لم يحرم الله ، وهى المشركة أو المرتدة أو الزانية المحصنة ، أو الاستثناء متصل أى إلا ملتبسة بما يخرجها عن التحريم بعد أن كانت فيه ، { ولا يزْنُون } بفرج ولا بجارحة ، ولا بعين ولا بقلب ، وهؤلاء الآيات من عطف الصفات لموصوف واحد ، كأَنه قيل : وعباد الرحمن المتصفون بين المشى هوناً ، ومتاركة خطاب الجاهلين ، وقيام الليل والأعتصام بالله من عذابه ، والتوسط فى الانفاق والتوحيد وانتقاء القتل الحرام والزنى ، وذلك مضادة للمشركين ، والتخلية مقدمة على التحلية ، وهى مقدمة بالتأويل ، ولو كان الظاهر هنا العكس ، لأن المعنى أن الله سبحانه برأهم ما أنتم عليه . وجه الظاهر من تقديم التخلية أنها أنسب بذكر العبودية ، وإنما ذكر لا يدعون مع الله إلهاً آخر مع أنه معلوم متقدم تلويحا الى ما ذكرت من المضادة ، أى هم بريئون مما أنتم عليه أيها المشركون . قال ابن مسعود : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الذنب أكبر ؟ قال : " أنْ تجعل لله نداً وهو خلقك " قلت : ثم أى ؟ قال : " أنْ تقتل ولدك خشية أن يطعم " قلت : ثم أى ؟ قال : " أن تزنى بحليلة جارك " فأنزل الله عز وجل : { والذين لا يدعون مع الله إلٰها آخر } الخ وقال جماعة : يا محمد إن ما تدعو اليه لحسن ، لو أخبرتنا بكفارة لما فعلنا من إشراك وقتل وزنى وغير ذلك ، فنزل : { قل يا عبادى الذين أسرفوا } [ الزمر : 53 ] الخ ثم أنه لا يخفى أن آيات تحريم الزنا دليل على وجوب التزوج أو التسرى على القادر ، لئلا يزنى ، ومن لم يقدر فليصبر ، ولا يزن ، ويستعين على الصبر بالصوم كما جاء الحديث : " إن الصوم له وجاء " . ومن قدر فالواجب عليه التزوج لأحاديث الأمر به ، والنهى عن التبتل ، ولتكثر أمة الاسلام ، وليباهى بأتباعه الأمم ، وتقديم الفرط " ولنخالف الرهبان من غيرنا ، ولقوله صلى الله عليه وسلم لعكاف بن وداعة : " أنت من إخوان الشياطين أو من رهبان النصارى إذْ لم تتزوج وأنت قادر شاب موسر ولم تتسر " وإن خلقه الله لا يحتاج إلى المرأة ، أو حدث فيه لم يلزمه التزوج ولا التسرى ، وليتفرغ إلى العبادة ، وهى أفضل ، واختار له بعضهم التزوج أو التسرى لموافقة السنة ، ولما قد يحتاج اليه من تناول الفرج لكبر أو مرض ، ولا ينافى هذا مدح الله تعالى يحيى بأنه حصور أى لا يأتى النساء ، لأنه قبل هذه الأمة ، وهذه الأمة جاء فيها الأمر بالنكاح على الاطلاق ، وإذا صير الى التزوج فقد قال بعض الحكماء : أفضل النساء أن تكون بهية من بعيد ، مليحة من قريب ، غذيت بالنعمة ، وأدركتها الحاجة فخلق النعمة معها ، وذل الحاجة فيها . { ومن يَفْعَل ذلك } ما ذكر فى الجملة بعضا أو كلا من دعاه غير الله ، وقتل النفس المحرمة ، والزنى ، والانفاق فى المعاصى ، والاخلال بالانفاق الواجب إذ فسر به ما مر { يلق أثاماً } اسم للعقاب على الاثم ، أو هو الاثم فيقدر مضاف أى جزاء الاثم ، أو عبر به عن مسببه ولازمه ، أو اسم لجهنم ، أو بئر فيها ، أو جبل فيها ، أو واد فيه دم وقيح ، أَو أَودية فيها ، أو حيات وعقارب فى كل واحدة سبعون قلة من السم ، وفى الحديث : " الغى والإثام بئران فى جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار " .