Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 19-19)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فتبَسَّم ضَاحكاً من قَوْلها } شارعا فى الضحك أو مقدرا الضحك ، وهما متنازعان فى من قولها ، وناسب جانب السرور قوله : { قال } سروراً بأدبها إذ قالت : { وهم لا يشعرون } [ النمل : 18 ] وباهتدائها الى مصالح قومها ، وذلك القول المذكور بعد دخول مساكنهن ، قيل : أحست بالجنود فأمسك فى الأرض وفى البساط ، لئلا يذعرن ، ولما دخلن قال { ربِّ أوْزعنى أن أشْكُر نعْمتَك التَّى أنْعَمت علىَّ وعَلى والدىَّ } اجعلنى وازعا شكر نعمتك ، أى كافله ان يذهب ، أى موفقا لى على أن أشكر ، ورابط التى محذوف أى أنعمت بها ، لأن التحقيق جواز حذف الرابط بلا شرط ، إذا فهم المراد ، وذكر نعمة أبيه وامه فى مقام الشكر ، لأن النعمة على الوالدين نعمة على الولد ، لأنهما يؤديانه الى الخير وبالعكس ، لنفع الولد والديه فى حياتهما وموتهما ، والأول أوفق للشكر . { وأن أعْمل صالحاً } عملا صالحا { ترْضاه } تقبله لصحته ، وهو الشكر بعمل الجوارح ، بعد الشكر باللسان والقلب ، المراد فى قوله : { أن اشكر } { وأدخِلنى برحْمتك فى عِبادِك الصَّلحين } فى جملتهم كناية عن دخول الجنة ، ولا يغنى عنه أن اعمل صالحاً ، إذ كم من عامل صالح ختم له بسوء ، ومن عامل صالحا فخلط له بغير الصَّالح فيراد الاقتصار على العمل الصالح ، والمداومة بقوله : { وأدخلنى } الخ ، وأيضا العمل الصالح لا يجزى إلا برحمة الله سبحانه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " لن يدخل أحدكم الجنة بعمله فقيل : ولا أنت يا رسول الله ؟ فقال ولا أنا إلاَّ أنْ يتغمدنى الله برحمته " ولذلك قال : { برحمتك } وأما { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } [ النحل : 32 ] { أورثتموها بما كنتم تعملون } [ الأعراف : 43 ، الزخرف : 72 ] فمعناه أن هذه السببية برحمة الله تعالى أو المعنى أثبتنى فى عدادهم ، اذكر إذ اذكروا أو فى عبادك الأنبياء ، ولا تنال النبوَّة بالأعمال ، وذلك غير العمل الصالح ، أو اعمل صالحاً فى حقك ، وأدخلنى فى القائمين بحقوق العباد أو حقوقهم وحقوقك تعميما بعد تخصيص ، أو يقدر أدخلنى الجنة فى جملة عبادك الصالحين .