Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 60-60)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أمَّن خلق السَّماوات والأرْض } أم منقطعة بمعنى بل الاضرابية الانتقالية ، والهمزة التقريرية ، ومن مبتدأ خبره محذوف أى خبر يقدر بعد شجرها ، وقدره بعض بشرك به ، أو تكفر بنعمه ، وبعض كمن لم يخلفهما { وأنزل لَكم } اللام للنفع { من السَّماءِ ماء } أى مقداراً أو نوعاً من الماء ، وذلك وجه التنكير { فأنْتنْنا به } الفاء لمجرد الترتيب بلا اتصال ، أو الاتصال فى كل شىء بحبسه ، ومفيد السببية الباء فى به ، ولك جعل الفاء للسببة ، والباء فى به كالآلة والمتبادر أن الانبات به بقدرة الله عز وجل ، كما أضاء الدنيا بالشمس ، وبعض يقول : أنبتنا عند الماء ، وكذا نظائره والأول أولى جريا على الظاهر ، مع أنا اعتقدنا أن كل شىء مستأنف من الله ، ولا يحتاج الى شىء ، ولا يستقل عنه شىء ، وقد خلق ما شاء لا من شىء ، ولا نقول يرد أمثالها . { حَدَائق } جمع حديقة وهو البستان ، ولو لم يدر به حائط ، كما أطلق ابن عباس ، ووجهه أن الأرض ما لم كن بستاناً لا تضبط ، وإذا كانته فشجرها هو الذى حدها وضبطها كحائط ، وذلك طاف فى معنى الاحداق وهو الاحاطة ، وأيضا الشجر المجتمع مثل عين الوجه المسماة الحدقة فى الاجتماع ، وحصول الماء ، وأيضا من شأنها تنظر اليها الأحداق ، ومن شأنها ان يحاط عليها ، وقيل لا يسمى حدائق بلا حائط إلا مجازاً ، والمنبت هو الشجر لا مع أرضه ، فيقدر مضاف اى شجر الحدائق ، أى نحن انبتنا الشجر الذى هو بعض الحدائق أو الأسناد مجاز عقلين . { ذات بهجةٍ } حسن يسر الناظر { ما كان لَكُم } ما يصح لكم ، وما أمكن { أن تنبتوا شجرها } فضلا عن ثمارها مع اختلافها طعماً وريحاً ، ولو ناصح إضافة الشجر للحدائق ، مع أن الحديقة اسم للأرض والشجر معاً اعتباراً لإضافة البعض للكل أى الشجر الذى هو بعض الحدائق ، كما تقول يد زيد { أإله مَعَ الله } ثابت مع الله الذى ذكر بعض أفعاله له لا يوجد ، لأنه لا يفعل غيره أفعل له فكيف يعبد معه ، وكيف يسمى اليها أو أإله مع الله فى خلق السماوات والأرض ، وأنزل الماء وإنباته الحدائق يقولون لا كما قال الله عز وجل : { ولئن سألتهم من خلق } [ العنكبوت : 61 ] الخ { بلْ هُم قومٌ يعْدِلون } اضراب وانتقال الى بيان أنهم ينحرفون فى عادتهم عن الحق مطلقا ، وقيل : المعنى يسوون غير الله بالله سبحانه ، وهو ضعيف لأنه معلوم ، وغير مناسب لما قبل .