Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 61-61)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أمَّن جَعَل الأرض قراراً } إضراب انتقال الى تبكيتهم لأنه لا قادر على جعل الأرض قراراً سواه سبحانه وتعالى ، فكيف يعبد سواه ، وقراراً موضع استقرار الانسان ولحيوان عليها بحسب ما يريدون من المصالح على حذف مضاف كما رأيت ، وذلك يفيد كونها قارة فى نفسها إذ لو كانت تتحرك لم يستقروا عليها ، فلا داعى الى تفسيره بأنها قارة فى نفسها ، وأن قرارهم عليها يؤخذ التزاما من قرارها { وجعل خلالها } أوساطها جمع خلل وهو الفرحة بين الشيئين { أنهاراً } مجارى الماء ، مستطيلة على الأرض ، وليس ثقب نبع الماء { وجَعَل لَها } فيها أو لصلاح شأنها ، وهو أولى للدلالة على صلاح شأنها { رواسِىَ } جبالاً رواسى ثوابت ، فيها مياه تمد الأنهار ، وفى أصلها عيون تجرى ، وفيها معادن ، وتؤخذ منها الحجارة للبناء وسائر المصالح ، وتنحت منها عُمُد ، وأما منع الأرض بها عن الحركة ففى غير هذه الآية ، ولو أريد ذلك هنا لقيل مثلاً : امن جعل الأرض قرارا بالرواسى ، ويجوز جعل ضمير لها للأنهار ، بمعنى وجعل لامدادها رواسى ينبع من حضيضها الماء ، فيمدها لكن فيه تفكيك الضمائر ، وتغيير الجملة عما سبق له ما قبلها ، وفيه أن شأن ذكر الجبال الرواسى أعظم من أن تذكر لشأن إمداد الماء فقط . { وجَعَل بيْن البَحرين } جنس البحر العذب ، وجنس البحر المالح ، فدخل النيل والفرات ، وسيحون وجيحون { حاجزاً } مانعاً من الاختلاط ، وهو القطعة من الأرض ، ولو أفاض الله ما يليهن من البحور المالحة لفسدت ، وقيل : البحران : بحر فارس وبحر الروم ، وقيل بحر العراق والشام ، ولو خلطهما لفات صلاح ما بينهما من العمران ، وقيل بحر السماء وبحر الأرض ، ولو خلطهما لغرقت الدنيا { أإلهٌ مع الله } يفعل ذاك أو بعضه ، أو يخلق حبة من خردل أو أقل { بل أكْثرهُم لا يعْلمون } رسخ فيهم الجهل حتى إنهم لم ينكروا الشرك ، مع ظهور بطلانه لبادئ الرأى ، ولأصل الخلقة ، ولا سيما مع تكرر الوعظ والبيان والحجج .