Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 62-62)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أمَّن يُجيبُ } إضراب انتقال الى الاحتجاج عليهم ، بأنه لا يدفع وقوع الضر قبل وقوعه ، ولا يزيله بعد وقوعه إلا هو { المُضطر إذا دَعاهُ } لكشف الضراسم مفعول من الاضرار مصدر أصله المضطرر بفتح الراء الأولى بعد التاء ، قلبت التاء طاء لتناسب الضاد ، وسكنت الراء الأولى ، وأدغمت فى الثانية من ضره ، فاضطر أى ألجأه الى الضر والوقوع فيه ، فطاوع اليه بالوقوع ، بمعنى انه لم يخالف ولو بلا اختيار ، وأل فى المضطر للجنس ، لأن من الناس من لا يجاب كقوله تعالى : { فيكشف ما تدعون إليه إنْ شاء } [ الأنعام : 41 ] أو للاستغراق ، بأن يجاب بنفس ما دعاه قريباً أو بعيداً او بمثله أو خير منه ، أو دفع ضر آخر ، أو بثواب له بعد الموت ، أو عنده . وحمل المعتزلة الاستغراق على المصلحة وهو باطل ، إذ لا يجب الصلاح على الله ، ولا واجب عليه تعالى ، وقيل لعهد المشركين فى دعائهم عند خوف الغرق وغيره من قوارع الدهر ، كانوا اذا حزبهم أمر رفضوا ذكر الأصنام ، وذكروا الله وحده ، وفى بعض الأحيان إذ أرادوا دخول السفينة قال لهم الملاح : أخلصوا ، ولا ضعف فى هذا القول ، لأن فيه مقابلة لهم بما شاهدوا مع علمهم ، وعلم المسلمين أن الناس فى ذلك سواء ، وأيضا الضمائر بعدلهم ، وزعم بعض أن المضطر الملجأ الى الاستغفار من الذنب ، وهو باطل ، لأن المسلم لا مدخل لذكره هنا بالاستغفار ، مع أن غير الله لا يعلم أن أجاب إلا قليلا بوحى ، والمشرك كذلك فى كل ذلك ، مع أنه لا يعتبر الذنب . { ويكْشِف السُّوء } بدفعه عن الوقوع ، وإزالته بعد الوقوع والعطف ، قيل عطف عام على خاص ، على المضطر يختص بالوقوع فى الضر ، وعندى لا يختص ، فالعطف تفسير للاجابة ، كما أنه تفسير إذا جعل أل نائبا عن ضمير المضطر ، أى ويكشف سوءه ، أى سوء المضطر ، أو السوء عنه { ويْجعلُكم خُلفاء الأرْض } تقومون مقام من قبلكم فى ملك أموالهم بنحو الإرث ، وبكونكم ملوكاً ، والاضافة بمعنى فى أى متخلفين فى الأرض { أإلهٌ معَ اللهِ } يفعل ذلك أو بعضه ، أو يعينه حاشاه { قليلا ما تذكَّرونَ } تتذكرون تذكراً قليلا ، أو زماناً قليلاً تتذكرون فقليلاً مفعول مطلق ، أو صرف زمان قدم للحصر ، والفاصلة ، وأكَّد القلة بما ، وهى صلة للتأكيد ، حتى أنه يجوز أن تكون القلة انتفاء لبطلانها ، بالاشراك المصحوب لها ، وحذف مفعول تذكرون للعلم به بأدنى توجه الى نعمه الظاهرة ، وهو أولى أو السائر اليكم ، او مضمون ما ذكر كذلك قيل ، ويبحث فيه بأن التذكر علاج لا يوافق أدنى توجه إلا أن يراد بالتذكر مقابل النسيان ، أو الغفلة .