Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 13-13)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فرددناه إلى أمه } فقبلوا منها الدلالة ، فدلتهم على أمه فرددناه الى أمه { كى تقرّ عينُها } أمرها فرعون أن تأتى بمن يكلفه ، فأتت بأمه وهو يبكى ولا يقبل عن امرأة ، وفرعون يعلله ، فلما جاءته قبل ثديها ، فقال : من أنت ما قبل إلا ثديك ؟ قالت : إنى امرأة طيبة الريح ، طيبة اللبن لا أوتى بصبى إلا قبل عنى ، فرجعت به الى بيتها من يومها ، من حين ألقته الى أن رجعت به يوم واحد ، وقيل ثمانية أيام ، وأجرى لها ديناراً فى كل يوم نفقة ، وحل لها أخذها كى تقرعينها برجوعه إليها ، فى أمن من فرعون بلا خوف ، ولا حذر منه ، إذ كان الرجوع بأمره لعنه الله بإذن الله عز وجل للمقدر لذلك . { ولا تَحْزن } بعد ذلك لفراقه { ولتَعْلم أنَّ وعْدَ الله حق } ليتجدد علمها بأن كل ما وعد الله حق لا يتخلف فى شأن موسى وغيره ، فمن ذلك إرساله الموعود به ، وبرده ، وقد وقع الرد ، فكذا يقع الإرسال بالقياس أيضا ، ولا يخفى أن قوله عز وجل : { ولتعلم أن وَّعْدَ الله حق } يقوى أن الايحاء فى قوله عز وجل : { وأوحينا إلى أُم موسى } [ القصص : 7 ] إيحاء بملك ، بل يتعين لأنا نقول : من أين تعلم بمجرد وقوع الموعود به بالالهام ، أو بالرؤيا ؟ إن الإلهام أو الرؤيا وعد من الله ، ولا إشكال ولا سيما مع قوله { ولكنَّ أكْثَرَهم لا يعْلمُون } فإنه يبعد أن يكون المعنى : ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الالهام أو الرؤيا لا يتخلف ، أو أنه حق ، فإن الالهام والرؤيا مما يعذر الانسان فى عدم الجزم بتحققه ، إذ لا يدرى أنهما من الله جزما ، فالمعنى لا يعلمون أن ما وعد الله هكذا حق لا يتخلف ، أو لا يعرفون وعده تعالى ، ومن علم ذلك اختل عند الملمة بطبع البشر .